دفعت تسمية المشروع السّياسي لرئيس الحكومة يُوسف الشّاهد ب»تحيا تونس» إلى بروز جدل واسع في الساحة السياسية حول مشروعيتها، وذلك قياسا لكونها شعارا لكلّ التونسيين، وشعارا سابقا للحملة الانتخابية لحزب حركة نداء تونس. عبد العزيز القُطّي : ( كتلة نداء تونس) تحيّل وتوظيف لشعارات الدولة أن يحمل الحزب الجديد اسم «تحيا تونس» فهذا ينم عن ضعف مخيلة مؤسسيه، وبقائهم سجناء لنداء تونس وفكرته وشعاراته. وهو أيضا دليل على عدم قدرتهم على تقديم مشروع سياسي واضح ورؤية متكاملة. وتحيل هذه التعبيرة إلى عدم قدرتهم على فرض أنفسهم في النداء. وتعني أيضا الاستمرار في عملية التحيل على ارادة الشعب وعلى الشرعية وعلى الانتقال الديمقراطي. وتؤكد هذه التسمية «تحيا تونس» أيضا أن الحزب الجديد يعيدنا الى منطق حزب الدولة وشعارات الدولة وتوظيف أجهزتها في الصالح الشخصي. وهي أيضا دليل على أن القائمين عليه لم يستوعبوا معنى الدولة الديمقراطية بعد الثورة. وينحصر هاجسهم فقط في البقاء في الحكم رغم الفشل. وأن يقول المنتسبون لهذا الحزب بكون الجدل القائم على تسميته بمثابة الإشهار المجاني للحزب، فهذه حجة الضعيف والمنتشي بنصر واهم، غير أن الواقع غير ذلك. وليس من حق أي كان مصادرة شعار كل التونسيين وشعار الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي والذي بفضله وُجد هؤلاء في مواقعهم تلك. وسمحوا لأنفسهم بالانقلاب على الشرعية وتقويض الانتقال الديمقراطي. الصحبي بن فرج: ( كتلة الائتلاف الوطني) تعبيرة عن الانتماء إلى الوطن أن يقال اليوم إنّ تسمية الحزب الجديد ب»تحيا تونس» هي نفسها شعار الحملة الانتخابية لحزب نداء تونس فهذا صحيح. ونحن مازلنا نحمل في داخلنا إرث حركة نداء تونس و تلك الهبة الجماهيرية الكبرى ومساعي التجميع التي حدثت سنتي 2012 و 2013، غير أني أعتقد أن من تبقى في حزب نداء تونس اليوم ليست لهم مشروعية الاحتفاظ بهذا الإرث لوحدهم، لأنّ هذا الارث يخصنا جميعا. واذا ما رأى البعض أنّ «تحيا تونس» هو شعار التأسيس فنحن أيضا نعتبر أنه يحق لنا استعماله. وأنوه هنا بأنّ تسمية الحزب الجديد لم تكن بقرار أحادي فردي. بل هي من قبل الآلاف المشاركين في تأسيس الحزب والذين اختاروا هذا الاسم عبر التصويت الديمقراطي إيمانا منهم بأنه الاسم الأفضل. كما لا يوجد مانع قانوني في ذلك وفق المرسوم المنظم للأحزاب. واذا مارأت جهة ما أن التسمية تحيل على مشترك جامع بين كل التونسيين فنحن نتفهم ذلك. وعموما فإن التسمية تحيل على إعلاء الراية الوطنية والانتماء الى الوطن. وهي مبادئ من صلب مهام الأحزاب السياسية. ولا أعتقد أن فيها تجاوزات كبرى. ومن يرى العكس وينوي التوجه الى القضاء فأنا أشجعه على ذلك . فلم لا أن يكون ذلك دعاية و إشهارا مجانيا للحزب؟