باجة «الشروق»: يعتبر وادي مجردة أكبر أودية البلاد التونسية. ولئن كان امتلاؤه بشائر خير على الفلاحة والمائدة المائية إلا أن فيضانه يمثل رعبا لمتساكني ضفافه على غرار سيدي اسماعيل ومستوتة ومجاز الباب وتهديدا واضحا لحياتهم وموارد رزقهم . 27 عائلة تعيش على ضفاف وادي مجردة الذي تهدد مياهه مساكنهم وأرزاقهم وكل شيء. وتتحول حياتهم شتاء الى معاناة وخوف ورعب مستمر. "الشروق" التقت بعض المتساكنين لترصد صراعهم مع هذا الوادي لعقود . حسني اللافي من منطقة سيدي السهيلي حدثنا عن 24 فيفري 2012 يوم حاصرت مياه الوادي عائلته لمدة ثلاثة أيام دون أن يتم إجلاؤهم. إذ قضى وأفراد عائلته المدة المذكورة بالطابق العلوي في حين غمرت المياه الطابق السفلي بارتفاع كاف لإتلاف قطيع الأبقار والأغنام وكل محتوى دكان المواد الغذائية التي يقتات من تجارتها ...صورة جعلت شتاء العائلة وأحيانا خريفها رعبا وفزعا وحيرة. فلم يعرف منذ سنوات نوما هادئا دافئا سواء كان دوره الليلي في الحراسة ومراقبة وضعية الوادي، أو عند حصته في الراحة والنوم مادام الخطر يهدد أطفاله ومورد رزقه. ويرى محدثنا أن على الدولة إيجاد حلول جذرية لا ترقيعية لهذا الوضع. وفي نفس السياق أكد السيد نزار الكوكي وهو من متساكني سيدي اسماعيل أنه ينام نصف ليالي المطر لا الشتاء فحسب. إذ أنه يتقاسم الحراسة الليلية مع شقيقه لمراقبة الوادي. وهو يتحمل الوضع بكل مرارة وشقاء وعناء لأن الحل ليس في مسكن شعبي تهبه الدولة لعائلته بعيدا عن ضفاف الوادي. إذ أنه يقتات من دكان بيع المواد الغذائية ومحاصيل حقله ومواشيه . ومن جهته يؤكد السيد سامي الكوكي من متساكني منطقة القفيفي بعمادة سيدي اسماعيل أنه يضطر أحيانا إلى مرافقة حيواناته إلى سطح المنزل ليكون حارسا لهم و لأبنائه وزوجته ومراقبا لمياه الوادي. وحتى إن خلد إلى النوم فأحلام الرعب من أن يستيقظ في أعماق مجردة تفسد نومه وتجعله متقطعا باستمرار خاصة أن وضعية الطريق المحاذي لمنزله لا تسمح بسرعة الإجلاء.