تشرع مؤسسة التلفزة التونسية قريبا في بث مسلسل برتغالي برازيلي جديد مدبلج الى التونسية وذلك تماشيا مع رغبة المشاهدين التي باتت تميل أكثر في السنوات الأخيرة الى مثل هذه الأعمال الدرامية. تونس (الشروق) من منا لا يتذكر المسلسلات المكسيكية التي كانت تبثها التلفزة التونسية والتي تحولت الى حديث الناس أواخر الثمانينيات وسنوات التسعينيات؟ مرة أخرى تضرب القناة الوطنية الأولى موعدا مع المسلسلات اللاتينية في بث لعمل برتغالي برازيلي تحصل على جائزة أفضل مسلسل لاتيني في مسابقة ايمي اوواردز 2018 . كثيرون من جيل السبعينيات والثمانينيات مازالوا يتذكرون المسلسلات المكسيكية المدبلجة التي كانت تبثها التلفزة الوطنية وتحصد بها نسب مشاهدة عالية. أعمال درامية شغلت العباد وأصبحت حديثهم اليومي الى درجة التأثر بحياتهم وشخصياتهم وطريقة عيشهم ولباسهم فمن منا لا يتذكر «انت اولا احد» و»مهما كان الثمن» و»كاسندرا « وقوادلوبي» و»باربارتا» وعناوين أخرى مازالت محفورة في ذاكرة هذا الجيل خاصة أنه في تلك الفترة لم يكن هناك وسائل اتصال حديثة ولا هوائيات لالتقاط القنوات العربية أو الأجنبية. فالمشاهد يكتفي بقناة تونس 7 التسمية القديمة للتلفزة التونسية أو»ا ت ت « الإذاعة والتلفزة التونسية زمن الحبيب بورقيبة هذه القناة هي الوحيدة التي توفر له البرامج والمسلسلات فما على المشاهد الا أن يستحسنها ويتابعها وفي نفس الوقت كانت هناك بعض القنوات الأخرى وهي ليست متاحة للجميع على غرار القناة الإيطالية التي تبث في العاصمة وبعض المناطق القريبة منها وايضا فرنسا 2 في حين تبث القناة الجزائرية في الشمال الغربي لذلك يجد المشاهد نفسه موجها الى برامج محددة يتابعها سواء نالت اعجابه أولا .وفي المقابل كانت المسلسلات اللاتينية من أكثر البرامج التي كانت تجذب المشاهد التونسي وتشده الى التلفزة يوميا في نفس الموعد لعدة أشهر . وقد شهدت المسلسلات المكسيكية في تلك الفترة رواجا كبيرا لدى العائلات التونسية التي كانت تتابعها بشغف من الصغير الى الكبير حتى أن البعض من جيل السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات مازال يذكر أبطال هذه المسلسلات الى يومنا هذا. وبعد أكثر من عشرين سنة على بثها على شاشة التلفزة التونسية تبدأ القناة الوطنية الأولى في بث مسلسل برتغالي برازيلي في 110 حلقات الأيام القليلة القادمة عنوانه «عودة المنتقم « عن سيناريولبدروغاما يروي قصة خورخي مونفورتي صاحب إمبراطورية زراعية في البرازيل يعود إلى بلده البرتغال حاملا معه ثأرا عمره 15 عاما لعائلته التي تم قتلها بتحريض من ميغيل دافونسيكا. لكن الانتقام يتشابك مع الغرام. حيث يقع خورخي مونفورتي في حب ابنة ميغيل دافونسيكا فهل سينتصر معنى الحب على منطق الانتقام؟ «عودة المنتقم» من بطولة diogo morgado أحد أبرز نجوم الدراما اللاتينية. كما تحصل العمل على جائزة أفضل مسلسل درامي لاتيني في مسابقة الايمي اوواردس لسنة 2018. وتحاول التلفزة التونسية من خلال هذا التوجه نحو المسلسلات الأجنبية مسايرة ذوق المشاهد التونسي الذي يحبذ هذا النوع من الأعمال خاصة أن نسب المشاهدة التي تحققها قناة نسمة من خلال بثها أعمالا درامية تركية عالية جدا ، لذلك تدخل القناة الوطنية الأولى الى المنافسة من الباب الكبير من خلال هذا العمل الدرامي لكسب أكثر عدد ممكن من المشاهدين خاصة أن تجربة بث الأعمال اللاتينية ليست بالجديدة عليها. ولن يكون هذا المسلسل عودة « المنتقم « في مستوى الأعمال التي بثتها التلفزة التونسية قديما. بل هو عمل مواكب للعصر تقنيا و نصا وإخراجا.