تتصاعد سخونة المواجهة بين إيران والكيان الصهيوني في سياق الحرب الدولية الدائرة في سوريا، حتى أن بعض المحللين يرون أنها ستصل حدّ الحرب الشاملة التي ستشمل سورياولبنان والاراضي المحتلة. لماذا هذه المواجهة؟ واي تداعيات لها؟ وماهي نتائجها؟ تونس(الشروق) حرب ظل عمرها 3 عقود... في تصنيفات الاشتباك الدولية، توصف العلاقة المتوترة بين الكيان الصهيوني وإيران بأنها «حرب ظلّ» مستمرة منذ ثلاثة عقود، في أعقاب وصول الامام الخميني إلى قيادة إيران في ثورة 1979. وفي معارك الظلّ الباردة هذه، حصلت حروب بالنيابة كان فيها حزب الله اللبناني المسيطر على كل المواجهات مع الكيان الصهيوني. لكن المستجدات النوعية الأخيرة في المواجهة بين الكيان الصهيوني وإيران، على الأرض السورية، جعلت معهد السلام الأمريكي (يو إس آي بي)، مثلًا، يحذر من اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط تنطلق من سوريا، على الحدود الشمالية للكيان الصهيوني. وبنفس القدر من الاستنفار الإعلامي والسياسي، تناولت الصحف الأمريكية والأوروبية والصهيونية أيضًا، احتمالات تصعيد المواجهة إلى حرب شاملة. سيناريوهات غير تقليدية ولأن الأوضاع القتالية في سوريا أضحت محكومة بشبكة معقدة من الأطراف الدولية والإقليمية النافذة، تتجاوز ثنائية العلاقة بين إيران والكيان الصهيوني، فقد جرى رسم سيناريوهات غير تقليدية للحرب الصهيونية الإيرانية المحتملة، يُرجح بعضها أنها غير واردة، أو غير مسموح بها دوليًا، وتحديدًا من طرف روسيا التي باتت تمتلك ورقة القوة الفاصلة على الأرض. إن عدم وجود طيران إيراني في سوريا، وكذلك الموقف الدولي الذي بات متفقًا بدرجة متقدمة على سرعة الانتقال في سوريا إلى الحل السلمي التفاوضي، جعل محللين يرجحون أن إيران ستعمل بكل وسعها لتلافي مواجهة شاملة مع الكيان الصهيوني؛ لكي لا تصبح فيها عبئًا على دمشق وموسكو، وهو عبء يدعوهما لقبول الطلب الأمريكي بخروج إيران، حتى آخر حذاء عسكري، من سوريا. أكثر سيناريوهات الحرب الشاملة لفتًا للانتباه، كانت المعلومات التي سربتها المخابرات الصهيونية، عن أن إيران بدأت سرًّا نقل معداتها القتالية من سوريا إلى لبنان، في المناطق الخاضعة لحزب الله، وهي معلومات تنتهي باحتمال أن تكون ساحة المواجهة القادمة، انطلاقًا من لبنان وليست سوريا، وفي ذلك تغيير جذري في المعطيات جُلّها. مواجهة على 3 جبهات حرب الشمال : هذه الحالة تستلزم استنفار كافة قطاعات جيش الاحتلال، حيث سيواجه قوات عسكرية على طول الحدود الشمالية، مكونة من الجيش السوري، وحزب الله، وقوات إيرانية، وحرب الحدود الشمالية هذه هي أخطر تحد قد تواجهه الكيان الصهيوني خلال العام القادم. حرب الحدود الجنوبية : وهي حرب احتمالاتها مفتوحة، خلال العام القادم، ولها أسباب كثيرة، كالأوضاع الاقتصادية – الاجتماعية في القطاع، والعقوبات المفروضة على حركة حماس من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتراجع الردع الصهيوني الذي حصل في حرب 2014. انفجار الوضع في الضفة الغربية: إدارة ترومب تنوي طرح مشروعها لحل، من خلال ما سمي بصفقة القرن، لإنهاء الصراع الفلسطيني – الصهيوني... الآمال المعلقة على هذا المشروع ضئيلة، حيث رفضته السلطة الفلسطينية، وعلى سلطات الاحتلال أن تبدأ بوضع اللوم عليها وعن مسؤوليتها على تأزم الأوضاع، وعلى الاحتلال أن يخشى من التداعيات. السلاح النووي هذه المقارنة لقوة النار بين الكيان الصهيوني وإيران، كما تنشرها المعاهد الدولية المتخصصة، لا تشير في العادة للترسانة النووية الصهيونية التي تفتقدها إيران، والتي تشكّل قوة ردع راجحة في الحسابات السياسية والعسكرية. وفي التقديرات غير الرسمية فإن لدى الكيان الصهيوني ما بين 75 – 400 رأس نووي، يمكن تحميلها على صواريخ ذات مدى يتراوح بين 4800 – 6500 كيلو متر. ولذلك فإن هذه الحرب الشاملة المحتملة، تصفها صحيفة «الإكسبرس» مثلًا بأنها حرب عالمية ثالثة، بينما يراها المحلل العسكري في مجلة «أتلانتك» الأمريكية آفي كاراف، بأنها مصارعة أوزان ثقيلة من النوع الذي ينتهي بصفارة روسية على الأرجح وليس بالضربة القاتلة.