وتونس تحيي غدا اليوم العالمي للسرطان، تأتي الاخبار الجديدة من معهد التغذية بتونس العاصمة ومن لندن. الأول يتعلق بالفيتامين د والثاني باكتشاف باحثين بريطانيين لدواء لهذا المرض الخبيث... تونس (الشروق) قالت ليلي علوان رئيسة قسم التكوين والإعلام بالمعهد الوطني للتغذية، ان توفر فيتامين د بنسبة 77 بالمائة في الدم تحمي جسم الانسان من الأمراض السرطانية. وكشفت الدكتورة والباحثة ان النتائج الأولية لعديد الدراسات العلمية اثبتت ان فيتامين د يساعد بشكل كبير في دعم مناعة الجسم ويمنع تكون الخلايا السرطانية. كما اكدت الباحثة ان الحفاظ على نسبة عالية من فيتامين د في الدم يضاعف من فرص علاج السرطان وخاصة بالنسبة للنساء المصابات بسرطان الثدي. الى ذلك، بينت الدكتورة ليلى علوان ضرورة شرب كميات كافية من الحليب وتناول الكبد الغني بفيتامين د إضافة الى ضرورة التعرض الى اشعة الشمس لمدة 15 دقيقة يوميا لامتصاص كميات هامة من هذا الفيتامين. وفي خبر لها، قالت سكاي نيوز ان « مستشفيات بريطانيا تتجه إلى بدء علاج ثوري لمرضى سرطان الدم (اللوكيميا) من خلال الاعتماد على تقنية باهظة تعيد برمجة النظام المناعي لدى المصابين بالمرض الخبيث». وقالت خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا إن جبهة جديدة تم فتحها ضد هذا المرض بعدما جرت المصادقة على العلاج في مدة وصفت بالقياسية، حسب ما نقلت صحيفة تايم. وبموجب القرار الصحي، سيستفيد مرضى السرطان من العلاج المتقدم بشكل دائم علما أن تكلفة الحالة الواحدة تصل في المجمل إلى 282 ألف جنيه أسترليني أي ما يعادل المليون دينار تونسي. و يتم العلاج من خلال تجميع الخلايا المناعية لدى المريض ثم يقوم الأطباء بتعديلها عبر خاصية الهندسة الوراثية وعندئذ تقوم بإنتاج جزيء صناعي يهاجم خلايا السرطان المميتة. و إثر القيام بهذه العملية المعقدة، يرجع الأطباء الخلايا المناعية التي أعيدت هندستها إلى الجسم، وحينها تصبح قادرة على أن تتكاثر وتقضي على المرض. و يوضح مدير هيئة الصحة البريطانية في انقلترا، سيمون ستيفنس، أن مرضى السرطان في بريطانيا سيكونون أول من يستفيد من العلاج المتقدم في العالم، ووصف التقنية المستخدمة بالقادرة على إحداث تغيير حقيقي. و أضاف أن العلاج الحالي لسرطان الدم ليس سوى بداية، وتوقع أن يشهد الحقل الطبي في البلاد تقنيات مماثلة لمواجهة سرطانات أخرى، خلال السنوات الخمس المقبلة. و تم تطوير العلاج في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، والمصادقة عليه من قبل مشرعين أوروبيين، وينتظر أن يجري استخدامه على أطفال في مستشفيات لندن ومانشستر ونيوكاسل في غضون أسابيع قليلة. ومن المتوقع أن يخضع 30 طفلا في العام للعلاج، لكن شريطة أن يكون المرضى الصغار ممن خضعوا للعلاج الكيماوي التقليدي، دون أن يتحسن وضعهم، أو أن وضعهم الصحي قد ساء بصورة لم تعد تبشر بأي أمل للشفاء. أرقام الموت ما من عائلة تونسية تقريبا لم يقترب منها هذا الداء الخبيث بإصابة أحد افرادها بإحدى أنواع السرطانات المختلفة. وفي تونس، يتسبب السرطان في وفاة 7339 شخصا أي ما يعادل ال 16 بالمائة من مجمل الوفيات وذلك حسب ارقام منظمة الصجة العالمية. يشكل الذكور النسبة الأعلى في هذه الوفيات التي لها علاقة بالسرطان ب 84 بالمائة في حين لا تتعدى هذه النسبة ال 47 بالمائة لدى الاناث. ذات الأرقام تقول ان تونس تسجل سنويا ما يناهز ال 12000 إصابة جديدة كل عام. ويعتبر سرطان الرئة المتسبب الأول في الوفيات عند الرجال يليه سرطان القولون ثم المثانة فيما يعد سرطان الثدي المسؤول الأول عن الوفيات في صفوف النساء متبوع بسرطان القولون وسرطان الدم. الى ذلك، تطورت نسب الإصابة بالسرطان في تونس ب 31.8 بالمائة لدى الرجال وب 31.1 بالمائة لدى النساء خلال العشرية الأخيرة. هذا التطور في النسب يفسره المختصون بغياب استراتيجية واضحة لمقاومة هذا الداء الخبيث وعجز سلطة الاشراف عن تطوير المنظومة الصحية المختصة في علاج السرطان في تونس. والحقيقة انه والى حد اليوم، لا تحتكم تونس الا على مستشفى واحد مختص وهو معهد صالح عزيز وهي المؤسسة التي تستقبل يوميا الاف المرضى من مختلف مناطق الجمهورية ما يفسر عدم قدرتها على تقديم خدمات صحية بالجودة المطلوبة لحجم الضغط المسلط على الإطار الطبي وشبه الطبي والإداري المشرف على هذا المعهد. هذا و يمثل سرطان الرئة 33 بالمائة من الوفيات بمرض السرطان لدى الرجال في تونس يليه سرطان المثانة ب10.8 بالمائة و سرطان المعدة ب 6.9 بالمائة فالكبد ب 6.7 بالمائة و القولون ب 4.5 بالمائة و سرطان الدم ب 4.3 بالمائة. اما بالنسبة للنساء فسرطان الثدي يشكل 19.7 بالمائة من الوفيات بداء السرطان متبوع بسرطان الكبد ب 10.2 بالمائة فسرطان الرحم ب 8.8 بالمائة و القولون ب 7.8 بالمائة فالرئة ب 7.5 بالمائة ثم الدم ب 5.1 بالمائة.