تونس «الشروق»: بعد سلسلة من العروض، كان أبرزها في اختتام الدورة ال54 لمهرجان قرطاج الدولي، يجري حاليا تسجيل مشروع «24 عطرا» للموسيقار محمد علي كمون وتوثيقه، بدعم من الصندوق الأوروبي «تفنّن» وبالتعاون مع المعهد الرشيدي للموسيقى التونسية وشركة «التيسمو كونسيلتينغ». وأكد الفنان محمد علي كمون، أن نجاح العمل، خلال مختلف العروض التي قدمها، وأكبرها بمهرجان قرطاج الدولي، وتصوير مختلف الورشات التي سبقت عرضه باختتام أعرق مهرجاناتنا، جعل العمل يتحصل على جائزة منحة إبداع من الصندوق الأوروبي «تفنن»، علما أن «عطور» أو «24 عطرا» يعنى بتراثنا الموسيقي التونسي من شمال البلاد إلى جنوبها، في غرض وحيد وهو الغزل. وستجمع المادة المصورة منذ بداية المشروع، إلى آخر عروضه. وستقع عملية مونتاج إلى جانب تصوير مادة جديدة مع صاحب المشروع لتركيب فيلم وثائقي ليس الأول من نوعه في العالم لأن ذلك حصل مع الموسيقى الكوبية، على حد قول محمد علي كمون. صاحب العطور، كشف أيضا، أنه يعكف حاليا في إطار المشروع الجديد لتوثيق «24 عطرا»، على تسجيل مختلف أغاني عرضه في الأستوديو. وهي أغان مقسمة إلى ستة فصول. أعاد من خلالها «كمون»، تقسيم البلاد التونسية إلى ست جهات كبرى بناء على التراث الموسيقي المشترك لمختلف الجهات والولايات التونسية. وعددها كما هو معلوم 24 ولاية. تسجيل الأغاني بالأستوديو، يدخل أيضا في باب التوثيق للمشروع ككل. حيث ستصدر الأغاني في أسطوانات. كما سيصدر كتاب توثيقي للعطور. سيتضمن كلمات الأغاني مترجمة، والصور، أو التصميم الكوريغرافي للفنان التشكيلي، الذي رسم كل فصول المشروع وعروضه، رؤوف الكراي.لكن توثيق عرض «عطور» ورقيا وسينمائيا وصوتيا، لن يكون إعلانا لإيقاف هذ العرض، وإنما هو تأسيس لتقاليد جديدة في أرشفة الأعمال الموسيقية القيمة، على حد تعبير محدثنا. ستة فصول موسيقية تجمع في كل فصل منها أربعة عطور تعبق بمختلف ألوان النغمات التراثية للجهات التونسية بتوزيع موسيقي يحمل رؤية فنية حديثة وبحثا موسيقيا حول الذاكرة الشعبية. ستسجل كلها حتى تبقى في الذاكرة. لكن «العطور» ستتواصل، خاصة أنه في ظل عدم وجود صيغة مع مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، حسب تعبير محدثنا، سيقع اللجوء إلى الخوصصة. وأول عرض في هذا الإطار سيلتئم يوم 23 فيفري الجاري، بأحد نزل العاصمة.