كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتواصل على مستوى منخفض مع الحكومة السورية، رغم دعم أنقرة لمسلحي المعارضة الساعين إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. أنقرة (وكالات) وقال أردوغان الليلة قبل الماضية في حديث لقناة TRT: «السياسة الخارجية مع سوريا مستمرة على مستوى منخفض»، مضيفا أن أجهزة المخابرات تعمل بصورة مختلفة عن القادة السياسيين. وأضاف أردوغان: «الزعماء قد لا يتواصلون مع بعضهم، لكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل حسب مصلحتها.. إذا كان لديك عدو فعليك الاحتفاظ بالعلاقات. فربما تحتاجها فيما بعد». ونقلت قناة TRT عن أردوغان قوله إن سياسة بلاده تجاه الأزمة السورية قائمة على مبدإ الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وأضاف: «نحن لا نبحث عن البترول أو الدخل المادي من تحركنا في شمالي سوريا». وأكد أردوغان سعيه إلى إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا بعمق 30 كلم وليس منطقة عازلة، مشيرا إلى أن جزءا من الأسلحة التي أدخلت إلى الشمال السوري، وبعضها أمريكي الصنع، وقعت في أيدي «التنظيمات الإرهابية» في المنطقة، وبات بعضها يباع في الأسواق وصار في متناول السكان المحليين. وأضاف: «وعدنا الأمريكيون منذ عهد أوباما بانسحاب التنظيمات الإرهابية من شرق الفرات خلال تسعين يوما وهذا لم يحصل، واليوم هناك مؤشرات في عهد ترامب لتحقيق ذلك». وشدد أردوغان على أن بلاده لا يمكن أن تترك إدارة المنطقة الآمنة في شمال سوريا في يد التحالف الدولي، لأن أنقرة «لا تثق به بناء على تجارب سابقة معه». وشدد أردوغان على أن بلاده ومن خلال عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في سوريا «منعت التنظيمات الإرهابية من الوصول إلى البحر المتوسط» واستخدام شمال سوريا منطقة عازلة. وتحدث الرئيس التركي عن عمليات تطهير عرقي وقعت في شرق الفرات، وقال إن «نحو 90 % من سكان منبج الأصليين كانوا من العرب لكن تنظيم بي بي كا عمل على تغيير الواقع الديمغرافي فيها».والتصريحات التي أدلى بها إردوغان هي الأولى التي يؤكد فيها وجود اتصالات مباشرة «على مستوى منخفض» مع دمشق. ومن جانبها نشرت صحيفة «لومند» الفرنسية تقريرا بعنوان «في سوريا، الأسد انتصر، ويستمر» ، ، أشارت فيه الى أن «التطورات العسكرية والسياسية والدبلوماسية في الأشهر الستة الأخيرة تؤكد انتصار الرئيس السوري بشار الأسد، كما تؤكد سيناريو الانتصار النهائي للدولة السورية». وأشارت الى «التصريحات المتناقضة الصادرة عن أعضاء الإدارة الأمريكية، بغية التخفيف من فكرة انسحاب القوات الأمركية بشكل سريع من سوريا منذ إعلان الرئيس الأمريكي وبشكل مفاجئ قرار الانسحاب». ومن جانبه أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، أن بلاده تسعى إلى تحقيق حل في سوريا يشمل إبعاد القوات الأجنبية عنها، ويضمن استقلالها ووحدة أراضيها. وقال الجبير، في تصريحات صحفية أدلى بها امس في بروكسل التي تستضيف مؤتمرا وزاريا للدول العربية والأوروبية لبحث الملف السوري: «نتطلع إلى نتيجة تحفظ استقلال سوريا ووحدتها وتؤدي إلى إبعاد القوات الخارجية منها».