هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترومب بتدمير اقتصاد تركيا إن هاجمت الأكراد في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية منها. وهو ما اعتبرته تركيا تصريحا خاطئا . واشنطن(وكالات) وأضاف ترومب أنه سيقيم منطقة آمنة بعرض 20 ميلا لهذا الغرض. وفي الوقت ذاته ذكر ترومب أنه لا يريد أن يقوم الأكراد باستفزاز تركيا. ومن جهة أخرى أكد أن روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر الدول المستفيدة من سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في تدمير "داعش". واستدرك قائلا: «استفدنا نحن أيضا. لكن حان الوقت لإعادة قواتنا إلى البلاد وإنهاء هذه الحروب التي لا نهاية لها». ومن جهته أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن تهديد الرئيس دونالد ترومب ب»تدمير تركيا اقتصاديا» إذا هاجمت المقاتلين الأكراد في سوريا لن يؤثر على خطة واشنطن سحب قواتها من هذه البلاد. وردا على سؤال بشأن ما يقصده ترومب بعبارة «التهديد اقتصاديا» نصح بومبيو الصحفيين، أثناء مؤتمر صحفي عقده في الرياض أمس الاثنين، بالتوجه إلى رئيس البلاد نفسه بهذا السؤال، مرجحا أن الحديث يدور عن العقوبات الاقتصادية.وقال: «استخدمنا العقوبات الاقتصادية في كثير من الأماكن. وأرجح أنه يتحدث عن هذا النوع من الأمور». وفي معرض تعليقه على خطة إقامة منطقة آمنة عند الحدود التركية السورية، أشار بومبيو إلى أن واشنطن تسعى الى ضمان أمن من حارب تنظيم «داعش» إلى جانبها ومنع أي هجوم على تركيا من سوريا. وتابع: «إذا حصلنا على المساحة المطلوبة ووضعنا الإجراءات الأمنية، فإن ذلك سيكون أمرا جيدا بالنسبة الى جميع الأطراف في المنطقة». وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد رفض بشدة الموقف الأمريكي الداعي إلى ضمان حماية القوات الكردية المسلحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوات الأمريكية. وتزامن كلامه مع وجود مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في أنقرة. وتتعلق الخلافات بين واشنطنوأنقرة بوحدات حماية الشعب الكردية. ففي حين تعتبرها أنقرة قوات «إرهابية»، تدافع عنها واشنطن. وتقول إن لها دورا كبيرا في قتال الإرهابيين. وهددت أنقرة مرارا خلال الأسابيع القليلة الماضية بشن هجوم لطرد هذه القوات من شمال سوريا. وكان بولتون صرح خلال زيارته الأخيرة الى إسرائيل، أنه يجب توافر شروط، من بينها ضمان سلامة الحلفاء الأكراد، قبل انسحاب القوات الأمريكية من سوريا. ومن جانبه أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن فكرة إنشاء المنطقة العازلة على الحدود السورية التركية بادر بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وليس الولاياتالمتحدة. وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، إن الشركاء الاستراتيجيين لا يتحدثون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا أن تصريحات الرئيس ترومب وتهديده لتركيا «خاطئة». وقال:»ندرك أن ترومب يعيش صعوبات ويتعرض للضغوط. وتصريحه الأخير موجه الى الداخل الأمريكي»، متابعا «أكدنا مرارا أننا لن نخضع للتهديدات، وتصريح ترومب خاطئ». وأضاف: «إنشاء منطقة عازلة في سوريا ليست فكرة الولاياتالمتحدة. وأردوغان هو من اقترح سابقا إنشاء منطقة آمنة». رأي خبير المحلل السياسي السوري طلال محمد: «الأكراد في شمال سوريا هم مواطنون سوريون، و الحجج التركية بأنهم يهددون أمنها القومي، يرمي بالمسؤولية على أمريكا لطمأنة حليفها التركي، بأن هؤلاء الأكراد لهم كل الحقوق في إيجاد حل سياسي وتغيير ديمقراطي. وهم ليسوا إرهابيين كما تدعي أنقرة».