عادت قضايا التلاعب في نتائج مباريات كرة القدم للظهور من جديد، فبعد سلاسل طويلة من الاتهامات بأدلة وأخرى دونها، ظهرت قضية جديدة كان بطلها أحد منتخبات القارة الافريقية. وفتح الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تحقيقا موسعا حول مزاعم تفيد بوجود تلاعب في نتائج مباريات منتخب كينيا الدولية، ومن بينها مواجهاته في تصفيات كأس العالم 2010. تحقيقات الفيفا تشمل مباريات كينيا في الفترة من 2009 إلى 2011 ومن بينها لقاء ضد منتخبنا الوطني، حيث كان أبطال القضية طرفا سنغافوريا وآخر كينيا معلوما الهوية، إلى جانب ثنائي آخر لم يتم نشر أسمائهما. إحدى شركات المراهنات مورطة تقرير صادر عن الفيفا مكون من 10 صفحات، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أجزاء منه، أوضح أن هناك تلاعبا كاد أن يحدث في مباراة كينيا مع تونس في تصفيات مونديال جنوب افريقيا. وافاد التقرير ان الطرف السنغافوري الذي يدعي ويلسون راج بيرومال تواصل مع جورج أوينو لاعب منتخب كينيا، طالبا التحكم في نتيجة المباراة وإنهائها لصالح تونس بنتيجة 3 - 0. وقال الفيفا في تحقيقه الأولي عن الواقعة: «السيد أوينو يظهر أنه تحايل وتآمر في المباريات الدولية، وتورط في اتفاقيات مشبوهة مع السيد يبرومال». ويعد بيرومال وسيطا لأحد مواقع المقامرة الخاصة بمباريات كرة القدم، وهو ما دفعه للتواصل مع أوينو لتحقيق نتيجة محددة للمباراة سعيا لكسب الأموال ومنح جزءا منها للاعب الكيني. بيرومال يمتلك خبرة سابقة في التلاعب بمباريات كرة القدم بدولتي المجر وفنلندا، مما أدى إلى القبض عليه عام 2011 أثناء تواجده في الأراضي الفنلندية بعدما تم اكتشاف جرائمه. وكشف الفيفا عن مراسلات حدثت بين بير ومال وأوينو وثنائي آخر من المنتخب الكيني، للاتفاق على نتيجة مباراة بلادهم أمام تونس، والتي انتهت فعليا بنتيجة 1 - 0 وليس كما طلب الوسيط. وجاء في هذه المراسلات: «لاحظ ذلك، إذا خسرت 1 - 0 على سبيل المثال، فلن تحصل على أي شيء، أريد أن تخسرون 3 - 0»، كان هذا نص أحد الرسائل بين بيرومال وأوينو، والتي كشف عنها الفيفا في الورقات العشر للتحقيقات. الرسالة التي أُرسلت بتاريخ 27 مارس 2010، أي قبل المباراة بيوم واحد، أضاف خلالها الوسيط السنغافوري قائلا: «العرض الذي أقدمه لك بهدف التجارة». ويكمل: «أريدك أن تكون مواليا لي فقط، سيكون لك مرتبا شهريا بقيمة 30 ألف دولار أمريكي، إذا قلت لك أخسر بنتيجة محددة عليك أن تفعل ما أقول، وإلا لن ترى مرتبك، أتفقنا؟». وعلى الرغم من انتصار تونس بهدف واحد فقط، وهو ما يعني عدم حصول أينوي على أي مبالغ مالية، إلا أنه قام بالرد على رسالة بيرومال بعد المباراة بيوم واحد. تقرير الفيفا تضمن أيضا أدلة واضحة لرسائل إلكترونية من جانب أوينو، حيث اعترف خلالها بتلقيه أموال من بيرومال، واحدة منهم كان نصها: «نعم، شكرا جزيلا لك، وأتمنى أن تكون مسرورا».