«دز تخطف» هو مثل ميكانيكي شعبي معاصر هر مع ظهور السيارات الخردة في تونس حيث السيارة الخردة وبطاريتها معدومة الشحن أو أسلاكها الكهربائية متهرئة لا يتحرك محركها إلا بدفع السيارة إلى الأمام أو إلى الخلف وإلى أقرب انحدار. ومن هنا بات هذا المثل يضرب في كل شأن جامد هامد لا حراك له وهو ما ينطبق علينا اليوم في كل أوضاعنا المحلية والجهوية والإقليمية والوطنية الحينية والمصيرية من أصغرها وأتفهها إلى أعظمها وأشنعها وأتحدى أيا كان من عامة الناس إلى نخبهم على اختلاف أصنافهم واختصاصاتهم ومعارفهم أن ينكر اليوم أن البلاد مقامة لا على رأس كلب ولا على كف عفريت فذاك من التحصيل الحاصل وإنما على سياسة «دز تخطف» ولو إلى حين. وكاذب مفتر من ينفي أن التحركات من احتجاجات واعتصامات وإضرابات ومسيرات وقطع للطرقات ومن وعيد وتصعيد وانتفاضات ليست مبنية على «دز تخطف». وناكر وجاحد جحود من ينفي عل أهل القرار توخيهم الصادق في مجابهة الأوضاع السيئة والأزمات الكبرى والانحرافات الخطيرة سياسة «دز تخطف» خاصة وأن لهم في مجلس نوابنا الأفاضل الأكارم الأشاوس سندا لا اختصاص لأهله سوى «دزّان العجلة» مادام المحرك لا يتحرك والبطارية فارغة والركب في المنحدر ولهم من الأجر نصيب ومن الجاه نصيب ومن الحصانة كلها. البطارية فارغة والأوضاع مشحونة أحزاب تدفع دفعا وأحزاب تخطف خطفا والعجلة تدور والمحرك لا يتحرك والركب في المنحدر ومحطته الهاوية والكل ينادي يا بلادي «دز تخطف» غنيمة شعبا بلدا سألت ما الحل؟ قيل لي «دز تخطف».