في وقت تعيش فيه تونس حالة من الاحتقان ومن الغليان حول الجهاز السري لحركة النهضة (بين معترف وناكر) وكارثة ما عرف بمدرسة الرقاب المشبوهة (أطفال يعلمونهم القرآن نهارا ويغتصبونهم ليلا) والتكتم على المتورطين في اغتيال الشهيد شكري بلعيد والتستر على ملف المتورطين في تسفير الشباب الى بؤر التوتر وغيرها من الأحداث المؤلمة والمحزنة التي انهكت البلاد والعباد... نجد للأسف مقابل هذا الكم الهائل من الإرهاب عددا من البلاتوهات التلفزية تستضيف بعض الوجوه السياسية تمجد وتكذب وتبيض وتحرض وتدافع باسم الحرية والديمقراطية. ويرى البعض ان ذلك يدخل في اطار المهنية وخلق نوع من المعادلة داخل البلاتو. لكن ان تكون هذه المعادلة على حساب مصلحة البلاد هنا لابد من رفع شعار «لا حياد مع الإرهاب « ان ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع برنامج «بتوقيت تونس « تقديم الإعلامي مكي هلال على الوطنية الأولى . ففي حلقة اول امس استضاف كلا من يمينة الزغلامي عن حركة النهضة لتتهم هيئة الدفاع عن الشهيد شكري بالعيد بالهيئة السياسية ثم تنكر وجود جهاز سري للنهضة في مغالطة واضحة للرأي العام . هذه العضوة في مجلس نواب الشعب التي عرفت بدفاعها الشرس عن الحركة رغم ثبوت تورطها في عدة ملفات وللاسف يفسح المجال الى هذه النائبة بالدفاع والظهور في البلاتوهات دون وعي بمدى تأثر التونسي بالصورة التلفزية ليصبح هؤلاء على حق بل احيانا قدوة يحتذى بهم . قبلها وفي نفس البلاتو تمت استضافة عبد الفتاح مورو عضوحركة النهضة وشخصيا لم اجد سببا لاستضافته فالرجل جلس ليدافع عن نفسه ويكذب ما قاله للارهابي وجدي غنيم «نحن في حاجة الى ابنائهم « وفي تعليقه على حادثة الرقاب استنكر هذه الجريمة وفي نفس السياق أشار الى انه حر في احتكامه للمرجعية الاسلامية في سلوكه اليومي ونسي ان القانون هوالذي ينظم حياتنا اليومية وسلوكاتنا وليست المرجعية- الدين كل ذلك مر دون اي تعليق من مقدم البرنامج والأدهى والأمر انه في الحلقة التي سبقتها من برنامج «بتوقيت تونس» تمت استضافة المحامي سيف الدين مخلوف المعروف بدفاعه على الإرهابيين وهوايضا محامي عائلات اطفال منشئة الرقاب وجلس الرجل يدافع عن هذه الجريمة في مشهد يثير ويستفز كل انسان واع يعرف جيدا مدى تأثير هذه الوجوه التي تحرم وتحلل باسم الدين و تبيض الإرهاب والجريمة على الأشخاص العاديين الذين يستهلكون المادة الإعلامية كما هي دون تمحيص اوتعديل .رجاء لابد من الوعي جيدا بمدى تأثير التلفزة على التونسي ولابد من مراعاة ان البلاد مازالت تخوض حربها ضد الإرهاب ولابد ان نتذكر ان النقابة الوطنية للصحفيين دعت في بيان سابق لها عدم اعتبار الإرهاب وجهة نظر يكتسب المدافعون عنها الحق في التعبير وفي احتلال الفضاءات الإعلامية تجاه رأي مخالف وذكرت بأنه لا حياد مع الإرهاب والإرهابيين وأن الصحفي غير محايد في الذود عن الوطن ضد الإرهاب...