الذين صدموا من المسؤولين في تونس من اكتشاف مدرسة دينية في احد أرياف ولاية سيدي بوزيد عليهم ان يدركوا ان هذه المدارس التي انتشرت في تونس بعد سنة 2011 وسقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي هي لا تختلف عن مدارس بوكو حرام التي نسمع عنها في نيجيريا حيث تتمركز قواعدها. وبوكو حرام تعني ان التعليم الغربي والعصري حرام وتتولى في كل مرة اختطاف الأطفال وتعليمهم وتدريبهم على الأفكار الدينية المتشددة... مدرسة الرڤاب في ولاية سيدي بوزيد لا تختلف في أهدافها ونظامها وتعاليم تعليمها عن مدارس بوكو حرام... ومدرسة الرڤاب ما كان لها ان تنتصب وتستقطب الأطفال وتتولى تدريس التعاليم الدينية المتشددة لولا التواطؤ المفضوح والمباشر من أطراف ،مركزيا وجهويا ومحليا... مدرسة الرڤاب شيدت وفتحت ابوابها تحت نظر كل المسؤولين وبعلم أطراف حكمت وتحكم تونس اليوم وتدخلت ورفضت إغلاق هذه المدرسة التي ظلت تنشط سنوات... كل المسؤولين الجهويين في سيدي بوزيد يتحملون المسؤولية وكلهم مورطون في التستر على جريمة في حق الوطن وفي حق الأطفال وكلهم كانوا جبناء في اتخاذ القرار بغلق مدرسة بوكو حرام في سيدي بوزيد... المجتمعات المدمرة والمتخلفة اليوم مأساتها انطلقت عندما انتشرت فيها المدارس الدينية المتشددة وفيها يغتصب الأطفال ويتعلمون الكراهية وتعاليم الحقد ... مدرسة الرڤاب ليست المدرسة الوحيدة في تونس التي تسير على منهج مدارس جماعة بوكو حرام في دولة نيجيريا الإفريقية، بل هناك مدارس اخرى تحت عنوان رياض الأطفال القرآنية خارج المراقبة وسيطرة الدولة التي للأسف تغافلت في السنوات الأخيرة عن كل خروج عن القانون... من سمح ببناء هذه المدرسة في الرڤاب ومن منحها ترخيص تجهيزها بالكهرباء ولماذا رفض كل الولاة تطبيق قرار الغلق الصادر ضدها ومن يقف وراء انتشار هذه المدارس التي ستفرخ بعد سنوات متشددين ومتطرفين ورافضين للدولة المدنية الحديثة ... المدرسة الدينية بمدينة الرڤاب هي جريمة في حق الدولة وفي حق الشعب والمتهمون ليسوا فقط اصحاب هذه المدرسة والمشرفين عليها بل كل من تواطأ معهم وكل من رفض تطبيق القانون وكل من سمح لهم بالنشاط... على الدولة ان تتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه ما يحدث من تجاوزات وتطاول عليها وعلى القانون... لا يمكن لمدرسة دينية متشددة ان تنشط كل هذه السنوات في غياب الدولة ... هناك أطراف تأكد اليوم ان غايتها تدمير الدولة المدنية وبناء مجتمع متطرف ومتشدد باسم الدين وباسم الإسلام... التعليم مكانه فقط المدارس التي تخضع لسلطة الدولة وفقا للمناهج الدراسية الرسمية ولا مجال لمدارس بوكو حرام في تونس التي ستبقى دولة مدنية يحكمها القانون والدستور.