مكتب بنزرت (الشروق) تعد منطقة راس انجلة احدى معتمديات، ولاية بنزرت، التي جمعت اكثر من عنصر طبيعي، اثث جمالها وسحرها، ورغم موقعها الاستراتيجي، كأعلى نقطة في شمال افريقيا، الا انها بقيت خارج الخارطة السياحية والتنموية. الزائر لهذه المنطقة، قد يندهش بسحر شاطئها الجميل المترامي الأطراف والمتاخم للجبل والغابة، وقد يندهش اكثر بصعوبة الولوج اليها، نتيجة منزلقاتها، ووضعية مسالكها الكارثية. فبعد تصنيف منطقة راس انجلة كأعلى نقطة في شمال افريقيا لتصبح بذلك موقعا عالميا، ليثمن متساكنيها هذا الامر، الذي اعتقدوا انه سيحفز السلطات المعنية حتى تكون المنطقة من اولوياتهم، في ما يتعلق ببنيتها التحتية وتأهيل طرقاتها، حتى تكون منطقة سياحية هامة. ويقول في هذا الصدد، ماهر المرنيصي احد متساكنيها ان المنطقة مازالت معزولة وتعاني التهميش، ومنذ تاريخ اعلان المنطقة كأعلى نقطة بشمال افريقيا، ووضع النصب التذكاري من مجسم القارة السمراء، لم يتم وضع اي برنامج لتغير واقع المنطقة. وتابع محدثنا ان طرقاتها تمثل كابوس للجميع، وأغلب مسالكها ومفترقاتها، مهملة، وما يضاعف من معاناة متساكنيها، هو افتقادها للمرافق الاساسية، على غرار الماء الصالح للشراب. واجمع متساكنو المنطقة الذين تحدثت اليهم "الشروق" انهم يعيشون في عزلة، بسبب وضعية البنية التحتية، وقال في هذا الاطار، حاتم المرينصي: " لقد تضررت سيارتي، وقام اصحاب سيارات الاجرة بمراسلة كل السلط لاصلاح الطرقات، ورغم الزيارات الميدانية للمسؤولين الا ان الوضع مازال على حاله. وعبر عدد من النسوة عن تسجيل المنطقة لجملة من النقائص من ذلك وسائل نقل، واعتبرن ان ابناءهن غير قادرين على الالتحاق بالمدارس، ووضعية الطرقات منفرة لاصحاب وسائل النقل. ويرى اهالي منطقة راس انجلة ان معاناتهم تتضاعف خلال فترة الصيف بسبب ضعف الامدادات المائية، مطالبين بمشاريع تنموية وسياحية، خاصة ان المنطقة جاذبة، مما قد يوفر موارد شغل. ومن جهة أخرى، أكدت معتمدة بنزرت الجنوبية بسمة العوني، انه تم رفع منذ سنتين دراسة الى وزارة السياحة لتثمين موقع راس انجلة. وتابعت انه تم تقديم مقترحات لمشاريع شبابية لكن لم يتم التفاعل معها ايجابيا معتبرة ان تدخلات وزارة التجهيز كانت متواضعة في ما يتعلق بالطرقات. وأفادت محدثتنا انه تم رصد برنامج لتهذيب وصيانة الطريق المحلية الرابطة بين مدينة بنزرت ومنطقة راس انجلة، مضيفة ان الاشغال ستنطلق خلال الاشهر القادمة.