شهد المركز الثقافي بسيدي بوزيد أواخر الأسبوع الماضي لقاء ادبيا متفردا تأكد من خلاله الاعتراف بالجميل والإيمان بدور الأدب وفعله في النّاس.. إنّه لقاء أدبيّ ثقافيّ حميميّ احتفالا بالإصدار الأدبيّ الثّالث للأستاذة زهرة الظّاهري وهو العمل الرّوائيّ الثّاني بعنوان "طيش الاحتمالات". عنوان جميل ورواية أجمل. رائع اللّقاء لأنّ المهتمّين بالشّأن الأدبيّ أقبلوا بأعداد كبيرة حتّى أنّ القاعة لم تتّسع لهم فوقف البعض أمام الباب بعض الزّمن ثمّ انصرفوا وهم يتمنّون لقاء آخر يخصّص لهذه الرّوائيّة التي أخذت تحقّق إبداعات متتالية.. إحدى الحاضرات جاءت من العاصمة خصّيصا لحضور اللّقاء. أربعة أساتذة كلّهم من أهل الثّقافة والفكر والإبداع: أستاذ الفلسفة على الهمّامي والرّوائيّ الشّاعر الأستاذ رياض خليف والأستاذ الجامعيّ اسماعيل شعيبي والأستاذ السّعيدي. قدّم كلّ من الأساتذة الأربعة قراءة متعمّقة حول رواية "طيش الاحتمالات" أبرزوا خلالها الجوانب الإبداعيّة والجماليّة للرّواية شكلا ومضمونا معتبرين أنّ "طيش الاحتمالات" تمثل إضافة لمدوّنة الرّواية في تونس وتبرز قدرة المبدعة زهرة الظّاهري على التّحكّم في سير الأحداث، وقدرتها على رسم الشّخصيّات وبناء العلاقات بينها بحرفيّة فنّية واعدة. الرّوائيّة زهرة الظّاهري، بعد نقاش مستفيض وملاحظات إيجابيّة أبداها الحاضرون، ألقت مداخلة حول ظروف كتابة الرّواية والمراحل التي مرّت بها إلى حين صدورها عن دار "زخارف للنّشر". لقد أعاد حفل توقيع الرّواية في نهاية اللّقاء إلى النّفوس الثّقة في الكتاب بصفة عامّة والمبدعين الرّوائيّين بصفة خاصّة إذ أقبل على اقتنائه عدد كبير بأريحيّة واهتمام. هل نستطيع القول إنّ الرّوح عادت إلى الأدب وإنّ الاهتمام بالمبدعين وإبداعاتهم عاد ليؤكّد أنّ للأدب دورا في المجتمعات، وأنّ أيّ مجتمع بلا أدب هو مجتمع بلا قيم وبلا أحلام وبلا أنوار تضيء الطّرق وتنعش القلوبّ.