طرابلس (وكالات) أربكت الانتصارات التي يحققها الجيش الليبي في جنوب البلاد، حسابات جماعة الإخوان في ليبيا، وبعثرت أوراق حكومة الوفاق الليبية، التي سارعت إلى تحريض مجلس الأمن الدولي على الجيش، وطالبته بالتدخل؛ بزعم ارتكابه انتهاكات. وبالتزامن مع التقدم المتسارع لقوات الجيش الليبي في الجنوب، وسيطرته على بوابة "أم الأرانب" الإستراتيجية، أطلق إخوان ليبيا حملة غير مسبوقة ضد الجيش، عبر محاولة تأليب مجلس الأمن الدولي على القوات المسلحة الليبية، ومحاولة "انتزاع" قرار دولي يفضي إلى وقف عملياته. وقال الناشط والمحلل السياسي الليبي، زكريا تاجوري، إن "الإخوان توجهوا إلى مجلس الأمن لإدانة انتصارات الجيش الليبي"، متسائلًا: "كيف لحكومة أن تدين انتصارات جيش بلادها على المتطرفين في مجلس الأمن؟". وشدد تاجوري على أن "من يقف وراء هذه القرارات لا يملك أي وطنية، وينفذ أجندة خارجية لتعميق الأزمة الليبية". ودعا حكومة الوفاق إلى "الالتزام بقرار الحظر الجوي الذي أقره حفتر؛ لمساعدة الجيش الليبي على تحرير الجنوب من الإرهاب". واستنكر تاجوري بشدة، ما وصفها ب"الحملة المشبوهة" التي تشنها حكومة الوفاق الليبي على الجيش الليبي، ومطالبة ممثلها في مجلس الأمن باتخاذ إجراءات عاجلة، لوقف العملية العسكرية التي ينفذها الجيش الوطني الليبي في جنوب البلاد. واتهمت لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في مجلس النواب الليبي، في بيان لها، الأحد، المندوب الليبي في مجلس الأمن ب"الإساءة" إلى الجيش الوطني الليبي، وطالبته بسحب الرسالة المؤرخة يوم ال9 من فيفري الحالي، والتي "يدعو فيها مجلس الأمن إلى حماية مجموعات أجنبية ومتشددة مسلحة محتلة لرقعة جغرافية من ليبيا". وفي سياق اخر قالت صحيفة إيطالية إن رئيس الوزراء الليبي "الدمية"، فائز السراج، يشعر بالخوف الآن، بعد تقدم الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في مناطق الجنوب. وكشفت صحيفة "Secolo d'Italia"عن تواجد قوات إيطالية في طرابلس، مطالبة حكومة بلادها بسحبها بعد سقوط ما أسمته "قناع الحياد" من على وجه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، الذي أثبت أنه "لا يمثل سوى ميليشيات طرابلس، ولا يستطيع أن يعلن نفسه بعد الآن محايدًا".