كُلّ العَارفين بإمكانات «قَراصنة» جنوب إفريقيا كانوا على يقين بأن ضيف الترجيين في لقاء الأمس ليس باللّقمة السّائغة. وقد واجه فريق الشعباني فِعلا عدة متاعب لهزم «أورلاندو بيراتس» وإنتزاع الريادة بثنائية حَملت تَوقيع أنيس البدري وهيثم الجويني. ويَكتسي هذا الإنتصار أهميّة بَالغة في مسيرة الترجي الرياضي بما أن سفير الكرة التونسية فَضّ شَراكته مع منافسه الجنوب - إفريقي وانفرد بالصّدارة. ويُمكن القول إنّ فريق الشعباني يَسير بخُطوات واثقة وثابتة في رحلة الدفاع عن عَرشه الإفريقي. وتَتضاعف أهمية الفوز على «أورلاندو» بالنّظر إلى غياب عنصر مُؤثّر وقوي عن التشكيلة الترجية والكلام ليس عن «الكَابتن» خليل شمّام أوالنجم اللّيبي الجديد حمدو الهُوني وإنّما عن الجُمهور المُحتجب عن لقاء المنزه بفعل عِقاب «الكَاف». حَذر مفهوم تَوقّعنا في عدد الأمس أن يعتمد معين الشعباني على التشكيلة التي كان قد واجه بها «أورلاندو» في جنوب إفريقيا ولم يُخالف مدرب الترجي الرياضي «التَنبؤات» وجدّد ثقته في نفس الأقدام التي حقّقت التعادل في لقاء الذهاب. وقد كانت توجّهات الشعباني مفهومة بالنظر إلى شراسة الخصم وحاجة الترجي الرياضي إلى اللّعب بشكل متوازن وبطريقة تضمن له تأمين الدفاع مع التهديف. خَطر جنوب إفريقي بَرهن «القراصنة» أنهم يملكون امكانات لا يُستهان بها وهذا ما تؤكده مسيرتهم المُحترمة في سباق رابطة الأبطال (هزيمة الأمس هي الأولى على الصّعيد القاري). وقد كان لقاء الأمس في المنزه فرصة جديدة ليُثبت الفريق الجنوب - إفريقي أنه منافس شَرس وأظهر الضيوف أنهم جَاؤوا إلى تونس من أجل تحقيق نتيجة إيجابية لا الإكتفاء بلعب الدفاع كما تَفعل جلّ الأندية الإفريقية «الضعيفة» أثناء تنقّلاتها الخَارجية. ونجح «القَراصنة» خلال الدقائق الأولى في تعطيل «المَاكينة» الترجية عبر الضّغط العالي على أبناء معين معين الشعباني. ذكاء عَال في ظلّ المشاكل التي واجهها الترجي لبناء الهُجومات المُركّزة كان لِزاما على فريق الشعباني الإعتماد على «سلاح» آخر قَوي وهو الكرات الثابتة. وقد نجح الترجي الرياضي فِعلا في إختراق حصون «القراصنة» في الدقيقة 16 وكان الفريق قد تحصل على مُخالفة تكفل يوسف البلايلي بتنفيذها بذكاء عَال حيث مرّر الكرة نحو أنيس البدري بدل توزيعها. وقد أثمرت هذه العملية هدفا ل «المكشخين» بتوقيع النجم الحَاسم محليا وقاريا وهو أنيس البدري. (عملية الهدف تُشبه إلى حدّ ما لقطة الهدف الذي سجله الدربالي أمام النجم في النسخة الفارطة من رابطة الأبطال وذلك بعد تمريرة ذكية من البلايلي الذي اختار في الحَالتين التمرير «المُفاجىء» على التَوزيع) مُسلسل الفرص المهدورة بعد أن حقّق الترجي الرياضي المُهمّ وخطف هدف التقدّم، سعى معين الشعباني إلى تعزيز هذه الأسبقية بهدف الإطمئنان أوعلى الأقل المُحافظة على هدف البدري. وقد صنع الترجي الرياضي الكثير من الفرص التهديفية لكن المُحاولات الهجومية افتقرت إلى النجاعة الضرورية. وضاعت الفرص المُتاحة عن طريق غيلان الشعلالي ومحمّد علي اليعقوبي و»فوسيني كُوليبالي» ويوسف البلايلي... ويُمكن القول إن الفرصة الأكبر والأبرز أضاعها طه ياسين الخنيسي عندما إنفرد في الدقيقة 56 بحارس «أورلاندو». وكان بوسع مُهاجم الترجي التسجيل بسهولة قياسا بخبرته القارية وبموقعه الجيّد غير أنه سقط في فخّ التسرّع ومَرّ بجانب الحدث. في الوقت القَاتل بَعد ضَغط كبير وإنتظار طويل، تمكّن المُهاجم البديل هيثم الجويني من إضافة هدف الأمان في الوقت القَاتل. وقد جاء الهدف الثاني للترجي في الدقيقة التسعين وكان أنيس البدري قد استغل تمركزه الجيّد في منطقة «أورلاندو» ومرّر الكرة نحو زميله هيثم الجويني الذي استثمر الفَوضى الدفاعية للمنافس ليعانق الشباك وينجح هذا اللاعب البديل حيث أخفق المهاجم الأول طه ياسين الخنيسي. تشكيلتا الفريقين الترجي الرياضي: بن شريفية - الذوادي - اليعقوبي – الدربالي (المباركي) – بن محمّد – كوليبالي – كوم – الشعلالي (الربيع) – البلايلي – البدري – الخنيسي (الجويني) المدرب: معين الشعباني أورلاندو بيراتس: سانديلاند – مبيكيلي (ماهاشي) – ندانغان – جيلي – مايلا – مولنغا – منتامبو (شونغا) – ماكو (غابوزا) – موتسواري – بولي – لورش المدرب: الصربي ميلوتان ستيريدوفيتش الأهداف: طه ياسين الخنيسي (دق 16) – هيثم الجويني (دق 90)