قالت روسيا، امس الخميس، إنّ تركيا لا تملك الحق في إنشاء «منطقة آمنة» داخل سوريا، ما لم تطلب موافقة من الرئيس بشار الأسد، وتحصل عليها، وذلك خلال قمة ثلاثية بشأن الصراع السوري. موسكو (وكالات) وتريد تركيا إنشاء ما تطلق عليها منطقة آمنة في شمال شرق سوريا، الذي تسيطر القوات الأمريكية على بعض أجزائه في الوقت الراهن، كما تريد إخلاء المنطقة القريبة من حدودها من وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولاياتالمتحدة. لكن قبيل بدء قمة سوتشي بشأن سوريا، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إنّ أنقرة تحتاج إلى ضوء أخضر من الأسد لإنشاء أي منطقة آمنة داخل الحدود السورية. وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا، ردًا على سؤال بشأن خطة المنطقة الآمنة التركية، إنّ «مسألة وجود قوة عسكرية تعمل بتعليمات من بلد ثالث على أرض دولة ذات سيادة، لا سيما سوريا يجب أن تحسمها دمشق مباشرة. هذا هو موقفنا الأساسي».غير أنه من المرجح ألّا يكون ذلك مستساغًا لدى أردوغان، الذي دعا الأسد، للتنحي بعد أعوام من الحرب الأهلية التي مزقت سوريا. وأوضح الكرملين، امس الخميس، أيضًا أن صبره على تركيا بشأن اتفاق مشترك لفرض منطقة منزوعة السلاح في شمال غرب إدلب بدأ ينفد. وأبرمت موسكووأنقرة الاتفاق في سبتمبر الماضي، حيث قال البلدان إنهما يريدان إخلاء المنطقة من الأسلحة الثقيلة والارهابيين.وساهم الاتفاق في تجنب هجوم للقوات الحكومية في المنطقة، آخر معقل رئيس لمعارضي الأسد. وفي السياق ذاته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، امس الخميس، لنظيريه التركي والإيراني، إنّه يجب عدم التغاضي عن وجود «جماعات إرهابية» في منطقة إدلب السورية. وكان بوتين يتحدث في قمة يستضيفها في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود؛ لبحث مستقبل سوريا مع الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني. وأضاف الرئيس الروسي، أن «التحركات العدوانية التي يقوم بها الارهابيون في محافظة إدلب السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة، لن تمر دون عقاب». وأشار إلى أن «المنطقة المنزوعة السلاح في المحافظة، والتي تم التوصل إليها في إطار اتفاق مع تركيا وإيران، العام الماضي، هي مجرد إجراء مؤقت». وتقول موسكو، إنّ ارهابيين كانوا ينتمون من قبل ل»جبهة النصرة»، يسيطرون حاليًا على معظم أنحاء إدلب، وتريد تحركًا عسكريًا لطردهم من هناك. وفي ختام القمة الثلاثية في مدينة سوتشي، اتفق رؤساء روسياوتركيا وإيران على مواصلة العمل للوصول للتسوية السياسية في سوريا، مع احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها. وفي بيان ختامي للقمة، وهي الرابعة من نوعها، شدد الرؤساء فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان وحسن روحاني على ضرورة تكثيف الجهود لإطلاق عمل اللجنة الدستورية في سوريا في أقرب وقت. ونوه الرؤساء الثلاثة بأهمية تهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم، مناشدين المجتمع الدولي بتنشيط دوره في مساعدة الشعب السوري دون تسييس الموضوع. ولفت الزعماء الثلاثة إلى أهمية الاستمرار في محاربة الإرهاب في جميع أنحاء سوريا، مع تكثيف الجهود لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب.