أعاد مئات الفلسطينيين -وعلى رأسهم القيادات الدينية المقدسية- فتح المصلى الأموي عند باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى رغم قرار الاحتلال الإسرائيلي إغلاقه قبل 16 عاما وهوما اعتبره مراقبون انتصارا فلسطينيا كبيرا على محاولات الصهاينة للسيطرة على القدس وتهويدها . القدسالمحتلة (وكالات) واحتفى المصلون بعد صلاة الجمعة امس بإعادة فتح هذا المصلى، وانتظموا في مظاهرات احتفالية حاشدة بالمنطقة وأطلقوا التكبيرات وهتافات منها «بالروح بالدم نفديك يا أقصى، هذا المسجد مسجدنا» وغيرها. وحوّلت سلطات الاحتلال وسط مدينة القدس وبلدتها القديمة ومحيطها ومحيط المسجد الأقصى، إلى ثكنة عسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصر قواتها ووحداتها الخاصة، وتسيير دورياتها الراجلة في البلدة، وأخرى محمولة وخيالة في الشوارع المتاخمة لسور القدس التاريخي. ومساء الأحد الماضي، وضعت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، سلاسل على باب الرحمة، بالمسجد الأقصى، ما تسبب في احتجاجات فلسطينية واسعة قبل أن تزيلها، الثلاثاء. ومنذ الإثنين، يواصل مصلون فلسطينيون، التجمع قبالة باب الرحمة، وأداء الصلاة في ساحات قريبة منه، وفي أكثر من مناسبة، واعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلية على المصلين ما أدى إلى اندلاع مواجهات. واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلية عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية امس الجمعة، وقالت لجنة أهالي الأسرى بالقدس إن شرطة الاحتلال اعتقلت أكثر من أربعين فلسطينيا من سكان المدينة. وأوقف بالإجمال ستون شخصا، كما قال متحدث باسم الشرطة موضحا أنه يشتبه بأن هؤلاء يسعون إلى تشجيع المصلين على العنف والاضطرابات بعد صلاة الجمعة. وعام 2003، أغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلية مصلى باب الرحمة بذريعة وجود مؤسسة غير قانونية فيه، وجددت أمر الإغلاق سنويا منذ ذلك الحين، إلا أنها أثارت غضب الفلسطينيين مؤخرا بإغلاق بوابة حديدية مؤدية إلى المصلى. وسمي المكان باب الرحمة على اسم إحدى بوابات البلدة القديمة التي تم إغلاقها في عهد صلاح الدين الأيوبي خشية استخدامه من قبل متسللين بعد تحرير المدينة من الصليبيين. وتنتشر داخل السور الخارجي للمسجد الأقصى العديد من المصليات والساحات والقباب، وغيرها من المرافق الدينية والتعليمية. أما في قطاع غزة المحاصر ، فقد أصيب 24 غزاويّا بجراح بينهم طفل على الأقل، امس، الجمعة، جراء قمع الاحتلال الإسرائيلي لفعاليات الجمعة الثامنة والأربعين من مسيرة العودة الكبرى، التي حملت هذا الأسبوع اسم «الوفاء لشهداء الحرم الإبراهيمي»، التي تحلّ ذكراها الإثنين المقبل. وكانت وزارة الصحّة في القطاع قد أعلنت امس، عن استشهاد طفل (12 عامًا) بعد إصابته في صدره، قبل أن يتمكّن الأطبّاء من إعادة الحياة في قلب الطفل بحسب ما ذكر المتحدّث باسم الوزارة، د. أشرف القدرة، في حسابه على موقع «تويتر». ويشارك الفلسطينيون منذ ال 30 من مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948؛ للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.