لماذا يغيب الإجتهاد عن أصحاب البرامج التليفزيونية التونسية الترفيهية التي تتشابه في مضامينها الى حد أن المتابع لها قد لا يفرق فيما بينها الا من خلال عناوينها ؟! هل الى هذا الحد فقدت الساحة الإعلامية السمعية البصرية الحد الأدنى من التصور و الخلق و الإبداع من أجل انتاج برنامج راق في تصوره ومضمونه ؟! للأسف هذه المعايير التي بإمكانها ان تعطي صورة جديدة ومضامين متجددة لهذه البرامج يفتقدها اليوم الاعلام السمعي البصري الذي يقوم اساسا على التصور والابتكار والخلق والإبداع... في المقابل ما نشاهده في التلفزات التونسية مجرد بلاتوهات متشابهة تجمع بين منشط وعدد مما عرف «بالكرونيكورات» هم في الأصل عدد من الممثلين أو الفنانين - يختارهم صاحب القناة او معد البرنامج على اساس الصداقات أو أشياء اخرى - يجلسون يتبادلون اطراف الحديث عن بعض المواضيع اغلبها تافهة يتناقشون بطريقة جوفاء وعرجاء لا يمكن ان تعود بالفائدة على المشاهد سوى بالكثير من الإبتذال والرداءة والميوعة التي اصبحت عنوانا كبيرا لهذه البرامج والتي اقتحمت بيوتنا دون أدنى احترام للمشاهد مما يدفع بالبعض الى البحث عن الفرجة في قنوات أجنبية قد ترتق بهم الى مستوى أفضل من تلك النقاشات والحوارات العقيمة في غياب تام للمعايير الأخلاقية والمهنية ... حقيقة ان ما يمر به الاعلام السمعي البصري اليوم يحتاج الى وقفة تأمل ومراجعة لهذه المضامين الخطيرة التي لا فائدة منها سوى المساهمة في التبلُّد الذهني والقصور الفكري الذي قد ينتج اجيالا عقيمة الفكر والعقل ... فعلى المسؤولين على هذه البلاتوهات التليفزيونية التحلي بالقليل من المسؤولية والكثير من الحرفية والمهنية لإنقاذ القطاع السمعي البصري مما بات يحيط بها من مخاطر قد تهدد مجتمعا بأكمله.