رَغم الصَّخب الكَبير حول «السُوبر» فإن الإطار الفني للترجي تمكّن من دفع لاعبيه نحو التركيز التَام على لقاء الغد أمام نجم المتلوي لحساب الجولة الخَامسة عشرة من سباق البطولة. هذه المُباراة سيحتضنها ملعب رادس بداية من الثانية بعد الزوال وسيتولّى إدارتها الحكم وليد الجريدي وتبدو الفرصة ملائمة ليحقّق الترجي فوزا جديدا يُعزّز به مَوقعه في الصّدارة خاصّة في ظلّ اختلال مَوازين القوى بين الخَصمين. هذا طبعا على الوَرق ويَبقى الميدان هو الأصدق والأصح. عودة الجمهور عَانى الترجي الأمرين بفعل غياب جماهيره في المُقابلات المحلية والقارية وذلك بفعل «المُقاطعات» الإختيارية والعُقوبات التأديبية ل «الكَاف». ويعود تاريخ آخر ظهور لأنصار الترجي في المدرّجات إلى «كلاسيكو» النجم يوم 28 نوفمبر. وكانت الجماهير الترجية قد «قَاطعت» مباراة «الدربي» في المنستير و»هَجرت» أيضا مدارج المنزه إحتجاجا على عدم السماح لكافّة المُشتركين من حضور المباريات المحلية هذا قبل أن تَتضاعف المُعاناة إثر مُعاقبة الفريق بخوض مواجهتين قاريتين في المنزه دون حضور الجمهور ويتعلّق الأمر بمقابلتي «بلاتينيوم» الزمبابوي و»أورلاندو بيراتس» الجنوب - إفريقي. وبعد كلّ هذه «العَذابات» سيسترجع شيخ الأندية لاعبه الأهمّ والأقوى بداية من لقاء الغد أمام نجم المتلوي ومن المُؤكد أن الجمهور سيصنع الفُرجة وسيعيد للمدرّجات الحياة وذلك ما سَينعكس بدوره بصفة إيجابية على أداء «الكَوارجية» المُتعطّشين لأهازيج الأحبّاء. ضَريبة «السُوبر» كان من المُبرمج أن يخوض الترجي يوم غد لقاء «السُوبر» ضدّ الإفريقي على أن يَستقبل المتلوي يوم 28 فيفري. وفي ظلّ إلغاء رحلة قطر وتَقديم مباراة نجم المناجم واجهت لجنة التنظيم مَشاكل بالجُملة لطباعة التذاكر وطرحها للبيع خاصّة أن «التنقيح» الحَاصل في الرّزنامة جاء قبل ساعات معدودة من لقاء الغد في رادس. وقد قرّرت لجنة التنظيم برئاسة محمّد الشيخ طِباعة أربعة آلاف بطاقة فحسب وتمّ وضع هذا التذاكر على ذِمّة المحبين في شبابيك الحديقة والمنزه مُقابل 15 و25 و35 دينارا. وَسَينضاف إلى هُؤلاء أصحاب الإشتراكات السّنوية وهم في حدود 12800 مُنخرط حسب الأرقام الرَسمية. وقد وقع الإستنجاد بهذا الحلّ بصفة عَرضية لإنجاح مُباراة المتلوي على أن تعود الأمور إلى نِصابها في الرَسميات القادمة. مستقبل الشباك في البال لاشك في أن نِسب الإطمئنان على الشباك الترجية جيّدة في ظلّ «الفُورمة» الحالية لرامي الجريدي فَضلا عن وجود مُعوّضين «خَبيرين» وهما معز بن شريفية وعلي الجمل. لكن هذا الأمَان يَبقى «نِسبيا» وغير ثابت الشيء الذي جعل أهل الدار يفكّرون في سِرّهم وعَلنهم في الحُلول البديلة على المَدى المتوسّط والبَعيد. وفي هذا الإطار يُراهن مدرب الحراس الناصر شُوشان كثيرا على مَوهبة الشَاب حمزة الغَانمي الذي أظهر استعدادات جيّدة في تمارين الأكابر. الغَانمي من مواليد عام 1998 وتلقى هذا الحارس الواعد تكوينا ترجيا خَالصا وقد تمكّن من إقتلاع الإعجاب في الأصناف الشابة قبل أن تصقل الإدارة الفنية مَوهبته وتُعبّد له الطريق نحو الأكابر مِثله مِثل العديد من زملائه في المراكز الأخرى كما هو شأن زياد بالريمة ومُؤمن الرّحماني وعفيف الجبالي... وغيرهم. أزمة الملاعب بَعد أن خاض عدّة مواجهات في المنزه، سيعود الترجي يوم غد إلى أجواء رادس ويُنهي بذلك «هِجرته القَسرية» على مستوى المُباريات الرسمية. وفي الأثناء تَتواصل المُعاناة على صعيد التدريبات بما أن الفريق وجد نفسه مُكرها على التنقّل بين مركب بلخوجة ورادس وأحيانا زويتن أمّا السبب فهو معروف ويَكمن في تردي أرضية الحديقة «ب». وقد كان من المُقرّر أن يُغلق مركب الترجي أبوابه للصّيانة غير أن الإلتزامات الكثيرة للنادي فرضت تأجيل الأشغال.