وأخيرا... تيقن من به شك من أن الفساد عشّش وباض وفرّخ في البلاد بحرا... وأرضا... وجوّا... السلطة بلا حاكم والحاكم بلا سلطة السلطة تتبرأ من المسؤول والمسؤول يتبرأ من المسؤولية في السلطة «استنعج» الثوّار. وتغوّل الفساد على البلاد والعباد تصلّبت مفاصل الدولة وأصابها الشلل لا أدعي في الطب لا علما ولا فلسفة ولا نظرا ولا لمسا ولا شمّا بما في ذلك الطب الرعواني ببول البعير المقروء عنه آيات بينات ومع ذلك أمسي وأبات وأصبح على يقين العجائز من أن البلد مريض بفقدان المناعة وله أعراض هذا المرض كلها ومنها تحطم جهاز المناعة وتعطله عن أداء وظائفه الحيوية. ومرد يقيني هذا لا في قناعتي الراسخة الثابتة أن هذا البلد يتعاطى البغاء سرّا وجهرا مع الحرية السائبة والديمقراطية الجائحة بدون واق فقط. وإنما كذلك من جراء تعرضه لحقن دماء ملوثة فاسدة مغشوشة أحاد بها عليه أهل الجود والكرم من الأشقاء قبل الأصدقاء منذ أن تعطلت كليتاه «كلية اليمين وكلية اليسار» عن الاشتغال واستقر به الحال في قاعة الانعاش منذ أن نادى المنادي بجهاد النكاح وختان البنات. ويبقى المسكوت عنه من أخبار عن صحة البلاد ما يعانيه من جرب قمل وفرطس... وإنما من مرض لا السيدا بل من فيروس «السادة» يا سادة. مع تحياتي لذ لك الذي اعترضني خارجا من احدى الادارات منشرحا سألته إن كان قد قضى حاجته فأجابني: نعم لم أجد أحدا فقضيت حاجتي البشرية.