لم تمرّ هزيمة «البقلاوة» امام الملعب القابسي مرور الكرام حيث اعلن المدرب محمد المكشر انسحابه من تدريب الفريق خاصة بعد الغضب الجماهيري الكبير على تواضع أداء الملعب التونسي. استقالة المكشر لم ترفضها هيئة بن عيسى التي كانت في قمة الغضب بدورها بعد المردود السيء للنادي وغياب أي ردّة فعل من اللاعبين الى جانب الضياع التكتيكي والفني طيلة اللقاء. فريق باردو سيقوده مبدئيا المدرب المساعد محمد العياري في انتظار تعيين الربان الجديد بعد ان اختارت الادارة عدم التسرع والتفاوض مع بعض الاسماء المتوفرة حاليا على الساحة الرياضية. مسؤولية المكشّر أشرف المدرب محمد المكشر على تحضيرات الفريق وتربصاته قبل بداية الموسم وبالتالي فهو اكثر العارفين بكل كبيرة وصغيرة تخص الرصيد البشري كما كان له القرار الاخير في خصوص الانتدابات التي قامت بها هيئة «البقلاوة». المكشر قاد النادي في 15 مباراة في البطولة حقق خلالها 5 انتصارات وتعادل في 4 مناسبات ومني ب 6 هزائم، كما حقق نتائج طيبة في مرحلة الذهاب وتمكن من تصدر البطولة بعد الفوز على الافريقي والتعادل مع الترجي . كما تمكن من قيادة الفريق الى ثمن نهائي الكأس بعد الفوز على النادي البنزرتي. هذه النتائج لم تكن في مستوى طموحات الهيئة والجماهير خاصة ان اغلب الفنيين والمتابعين للنادي اجمعوا على غياب أي بصمة فنية او تكتيكية للمكشر وحتى المباريات التي فاز فيها الفريق لم تعكس مردودا منتظما. أخطاء دفاعية قاتلة فقد الفريق خدمات بعض الركائز على غرار الظهير الايمن محمد بن علي الذي انتقل الى النادي الصفاقسي ولاعب المحور جاسر الخميري المنتقل الى البطولة الكندية والمهاجم جاك بيسان الذي تحول الى البطولة الجزائرية والليبي محمد مبارك غوشي. في المقابل انتدب النادي اكثر من 12 لاعبا بين فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية لكنه لم يقدر على ايجاد التركيبة المناسبة للخط الخلفي الذي مثل نقطة ضعف الفريق خلال هذا الموسم. فالملعب التونسي قبل في شباكه 20 هدفا مقابل تسجيله 15 هدفا، وهو ما يعكس المعاناة الدفاعية للبقلاوة وخاصة المنتدب في سبتمبر الفارط مروان الميهوبي المتكون في نادي موناكو الفرنسي والذي انتدبه الفريق من نيم الفرنسي. هذا المدافع كان مردوده متذبذبا خاصة في اللقاءات التي شهدت غياب الخميري او بنينة، والاهداف التي قبلها الفريق في اللقاءات الاخيرة وخاصة هدف الفوز امام الملعب القابسي خير دليل على سذاجة الدفاع والاخطاء القاتلة التي جعلت المكشر يدفع الثمن. كما ان الاصابات كان لها دور كبير في بعثرة حسابات المدرب وهو الذي عانى خلال اللقاءات الاخيرة من عديد الغيابات على مستوى اللاعبين الاساسيين. من جهة ثانية فإن اغلب المنتدبين الجدد (اغلبهم تلقوا تكوينهم في فرنسا) ظهروا بمستوى متواضع ونعني هنا ديسم بن نصر في الدفاع وريان خميس في الوسط وهيكل الشيخاوي وحتى المصري محمد سليم والمهاجم اوباسي وهو ما يطرح اكثر من تساؤل حول المقاييس التي تم اعتمادها لانتدابهم. أسماء عديدة يبدو ان الخيارات ستكون محدودة بالنسبة لهيئة بن عيسى التي خيرت عدم التسرع في البحث عن بديل للمكشر، فقائمة الاسماء المتداولة مبدئيا تضم حاتم الميساوي والفرنسي جيرار بوشار وشكري الخطوي، والمعلومات التي بحوزتنا تؤكد ان بن عيسى سيبدأ اليوم الجلوس الى بعض المدربين للبحث عن البديل المناسب رغم ان الفريق تنتظره مواجهة من الحجم الثقيل السبت القادم امام الترجي في مركب باردو.