بلغ عدد الجنود الأمريكيين الذين لقوا مصرعهم في العراق خلال شهر سبتمبر الماضي لوحده 76 قتيلا، وفق حصيلة نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) مؤخرا. وحسب احصاء «البنتاغون» فإن شهر سبتمبر بات في «المرتبة الرابعة» بين ال18 شهرا المنقضية وذلك من حيث عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي بالعراق. ويعني هذا الأمر أن «حصيلة سبتمبر» فاقت حصيلةجميع الشهور الأخرى باستثناء ثلاثة أشهر فقط وهي أفريل الماضي الذي تكبدت فيه القوات الأمريكية 135 قتيلا مع تفجّر المقاومة في المثلث السنّي وفي الجنوب الشيعي في آن واحد ونوفمبر 2003 حيث قتل 82 جنديا أمريكيا وماي الماضي الذي قتل فيه 80 جنديا.. وتعكس هذه الحصيلة في الواقع ارتفاع عدد القتلى في صفوف «المارينز» بالعراق من يوم لآخر وذلك بالرغم من التوقعات «المعكوسة» التي كان «يتناوب» على اطلاقها المسؤولون الأمريكيون والعراقيون بعد ما سمي ب»عملية نقل السلطة» للحكومة العراقية المؤقتة. كما تعكس حصيلة سبتمبر أيضا «الوضع الصعب» الذي بات يكابده الأمريكان في العراق بعد تورطهم في رماله المتحركة حتى أن عدة أصوات «ارتفعت في الآونة الأخيرة مطالبة أمريكا بإعداد «العدة» للرحيل من العراق لتجنب وضع آخر ربما يلوح أكثر تعقيدا في هذا البلد خصوصا في ظل التصميم الذي تبديه المقاومة العراقية للاستمرار في مقارعة المحتلين حتى النهاية. ولعل آخر هذه «الأصوات» (وليس أولها بالتأكيد) المحقق الصحفي الأمريكي سيمون هيرش، الملقب ب»كاشف فظائع أبوغريب» والذي رسم «مستقبلا» أكثر قتامة للولايات المتحدة في حال أصرّت على البقاء بالعراق. ولم يتردّد هيرش أصلا في التحذير من هزة قد «تعصف» بأمريكا إذا ما استمرّت في انتهاج نفس الأسلوب الذي تعتمده الآن في العراق.. لكن الكاتب الأمريكي يرى أن هذه الهزة بدت وكأنها شبه أكيدة بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم. ويرى هيرش أن هذه «الهزة» واردة فعلا لأن الرئيس جورج بوش وفي حال فوزه في الانتخابات المقبلة سيقوم بتصعيد الحرب لأن بوش يضيف هيرش لا يملك أي خيار سوى ذلك. وحذّر الكاتب الأمريكي بوش في هذا الصدد من احتمال أن تنضمّ فصائل أخرى الى المعركة في العراق وهو ما من شأنه أن يعقد وضع أمريكا أكثر، حسب رأيه ويوافق الجنرال الأمريكي راسل بيرجوش الكاتب سيمون هيرش في ما قاله حول العراق منتقدا الاستراتيجية الأمريكية المتبعة بهذا البلد.