أثار قرار الغلق الصادر بتاريخ 25 نوفمبر 2018 ضد احدى المدارس الإعدادية للتعليم الخاص بمعتمدية مرناق حالة استنفار في صفوف الاولياء ممن حرم ابناؤهم من مواصلة دراستهم بسبب هذا القرار الذي وصفوه «بالجائر» . تونس «الشروق»: صيحة فزع أطلقها عدد من مواطني جهة مرناق الذين نفذوا سلسلة من التحركات الاحتجاجية وتوجهوا بمراسلات عديدة الى مختلف الأطراف ذات العلاقة بالشان التربوي مطالبين بتأجيل تنفيذ قرار الغلق الصادر ضد المدرسة الإعدادية الكائنة بالجهة اين يزاول ابناؤهم دراستهم خاصة ان هذا القرار صدر بعد ترسيمهم بقرابة ثلاثة أشهر . ووصف الاولياء قرار الغلق ايا كانت الأسباب «بالكارثي» على المستقبل الدراسي لابناءهم التلاميذ الذين لم يعد يفصلهم عن انتهاء السنة الدراسية سوى بضعة أشهر مؤكدين انهم وبالرغم من محاولة صاحب المؤسسة إنقاذ الموقف بنقلهم يوميا الى احدى المؤسسات التابعة له والكائنة بجهة مقرين لمواصلة دراستهم الا ان الامر لا يستقيم باعتبارهم تعودوا على هذه المؤسسة. وعبر هؤلاء المحتجون عن استغرابهم من انتظار مندوبية التربية مرور أشهر عن بداية السنة الدراسية لاتخاذ قرار الغلق الذي ذهب ضحيته التلاميذ دون سواهم في حين انه كان بامكانها اتخاذ هذه الخطوة منذ انطلاق السنة الدراسية لتجنيب التلاميذ هذا المصير المجهول في هذا التوقيت الحساس من السنة الدراسية. وأشار الاولياء الى ان كل نداءات الاستغاثة التي وجهوها الى مختلف السلط الجهوية باءت بالفشل ليتواصل قرار الغلق وتتواصل معه معاناتهم اليومية ومعاناة الأساتذة المتعاقدين مع هذه المدرسة وكذلك العملة في ظل انقطاع مورد رزقهم الوحيد وطالبوا بتعليق تنفيذ هذا القرار الى حين انتهاء السنة الدراسية وتسوية وضعية المؤسسة حينها. تعليق الغلق وباتصالنا بصاحب هذه المؤسسة خليفة التزغدانتي ارجع قرار الغلق الى جملة الإصلاحات التي طالبته السلطات التربوية بالجهة بالقيام بها على مستوى بعض قاعات التدريس والمدخل الرئيسي للمدرسة وهو ما التزم بتنفيذه منذ بداية السنة الدراسية على حد تعبيره مؤكدا ان هذا القرار اثار سخط الاولياء ممن دخلوا في تحركات احتجاجية متواصلة داعيا الى تأجيل تنفيذ قرار الغلق الى حين انتهاء السنة الدراسية واجراء التلاميذ لامتحاناتهم في أفضل الظروف. الامر ذاته عبر عنه الاتحاد الجهوي ببن عروس الذي اكد انه وبغض النظر عن إمكانية وجود اخلالات من عدمها بهذه المؤسسة ، كان من الاجدر على المندوبية الجهوية للتربية تعليق قرار الغلق الى ما بعد انتهاء السنة الدراسية مراعاة لمصلحة التلاميذ في هذا الظرف الدقيق. وأضاف الاتحاد الجهوي ان المندوبية الجهوية للتربية بإمكانها بعد انتهاء الامتحانات اتخاذ القرار الذي تراه مناسبا في شأن هذه المؤسسة ان ثبت تجاوز صاحبها للقانون وعدم قيامه بالاصلاحات اللازمة داخلها. مخالف لكراس الشروط من جهة اخرى اكدت المندوبة الجهوية للتربية ببن عروس نادية عياري في تصريح للشروق ان قرار الغلق جاء بعد جملة من المراسلات التي وجهت في الغرض الى صاحب هذه المؤسسة التربوية الذي لم يلتزم وفق تعبيرها بالشروط والمقاييس التي يضبطها كراس الشروط . وأرجعت نادية عياري قرار اللجنة الاستشارية الجهوية عدم إسناد ترخيص للمدرسة الاعدادية الخاصة بمرناق الى عدة اخلالات من بينها عدم التزام صاحبها بإجراء التحويرات المطلوبة المتمثّلة أساسا في الفصل بين المرحلة الابتدائية والمرحلة الاعدادية علاوة على ان مساحات القاعات لا تستجيب للمقاييس المعتمدة في كراس الشروط وغيرها من النقائص الاخرى. وبخصوص إمكانية تعليق تنفيذ هذا القرار اكدت المندوبة الجهوية للتربية ببن عروس ان مثل هذا القرار يقع اتخاذه من قبل لجنة استشارية تجمع مختلف الأطراف المتدخلة من بينها والي الجهة ولا يقتصر على المندوبية دون غيرها.