مكتب نابل (الشروق) لا يزال عدد من المعالم الأثرية الموجودة في ولاية نابل، يعاني من الإهمال والتهميش وسط صمت الهياكل المعنية. ولعل قصر موسوليني الموجود بجانب حي حشاد من معتمدية بوعرقوب، شاهد على ذلك، بسبب الاعتداءات التي يشهدها هذا المعلم التاريخي منذ التسعينيات. فهذا القصر تسكنه خمس عائلات، لم تجد غير هذا المعلم ليأويها بسبب حالتها الاجتماعية الصعبة والتي حرمتها من الظفر بمأوى آخر تلجأ إليه- رغم معاينة السلط الجهوية لحالتها- فاضطرت الى الاحتماء بهذا المكان المهجور، حتى تجنب أفرادها البقاء في الشارع. ولا يملك هؤلاء الأشخاص أبسط المرافق الضرورية. فهم يجلبون الماء على ظهورهم من أماكن بعيدة لاستعماله في حياتهم اليومية، وفي سقي مواشيهم. كما أن جدران هذا القصر لا تقيهم برودة الطقس في الشتاء ولا حرارة الشمس في الصيف، إلى جانب أنه لا يوفر لهم الحماية. إذ يعيشون عرضة لقطاع الطرق واللصوص. ويقع هذا القصر على سفح تلة صغيرة على مساحة 500 م2 تقريبا. ويتكون من أربعة طوابق مهددة بالسقوط في أية لحظة بسبب تشقق جدرانها . كما يحتوي البناء المتكون من أربعة طوابق على العديد من الأبواب والشبابيك إلا أن طابقين منه دون فاعلية. ويعود بناء هذا القصر إلى سنة 1940. حيث بناه الإيطاليون لتقديمه هدية للرئيس الإيطالي موسوليني ظنا منهم أن قوات المحور ستنتصر في الحرب العالمية الثانية. لكن حين خسرت هذه الأخيرة الحرب بقي هذا القصر شاهدا على فترة تاريخية عرفها العالم. وكانت بلادنا مسرحا لجزء منها . وقد استُغِلّ هذا المبنى فترة قصيرة من الزمن كمركز لتدريب الفتاة الريفية. ثم بقي متروكا مهملا. وقد أدت الأمطار إلى تشقق جدرانه. ومسح طلاؤه. كما شوه الزحف الذي شهده هذا المعلم طابعه الفني. حيث غطت الأمتعة والأثاث بلاطه المزركش بالفسيفساء في اعتداء صارخ. فهل سيظل هذا المعلم الموجود في كتب التاريخ والحضارات- والذي يختزل تاريخا عميقا- بعيدا عن واقع السياحة والثقافة؟