يقر الجميع بأن حياة متساكني سفوح الجبال بولاية القصرين، صعبة ولا تطاق. فبعضهم بترت أعضاؤه.وآخرون فقدوا أفرادا من عائلتهم بسبب الإرهاب. وما يعمق معاناة هؤلاء هو غياب الدولة التي لم تضع بعد استراتيجية وطنية لحمايتهم. فهذه العائلات، بعضها اختار أن يهجر منزله. ويبتعد عن الخطر.والبعض الآخر، خير البقاء لتردي وضعه الاجتماعي وتشبثه بموطنه. وهؤلاء ينتظرون من الدولة أن تكون سندا لهم لمواجهة آفة الإرهاب. فمنذ أن استوطن الإرهاب جبال ولاية القصرين، أواخر 2012، وتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي بسفوح جبال الشعانبي، وسمامة ومغيلة والسلوم، وغيرها الى مناطق عسكرية مغلقة، تحولت حياة سكان القرى الجبلية المتاخمة لها الى جحيم. فخطر الإرهاب والألغام جعلهم يعيشون على وقع الخوف وشبح الموت الذي يطاردهم بشكل يومي.