خرج أمس مئات الآلاف من الجزائريين في مسيرات حاشدة وعبروا عن رفضهم لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة فيما جدد الجيش الجزائري، أمس الجمعة، تأكيده على وحدة المصير مع الجزائريين، مشيراً إلى «وقوفه اللامشروط إلى جانب أمته». الجزائر (وكالات) وتجمع الآلاف من الجزائريين في ساحتي البريد المركزي وأول ماي بالعاصمة للاحتجاج على استمرار بوتفليقة في الحكم، كما خرجت مظاهرتان نسويتان في بلدتي تيشي وأوقاس بولاية بجاية شرقي البلاد تزامنا مع يوم المرأة العالمي. وحمل المتظاهرون ورددوا شعارات ضد عهدة بوتفليقة الخامسة، من بينها «بوتفليقة ماكانش (لا توجد) الخامسة»، و"سلمية سلمية"، و"اخترناها جزائرية سلمية". وأعلنت العديد من الفروع النقابية المحسوبة على نقابة الاتحاد العام للعمال تمردها على القيادة ودعمها للحراك الشعبي، كما دعت الاتحادية الوطنية لعمال وموظفي قطاع التعليم إلى إضراب عام لخمسة أيام بداية من الأحد. وأوقفت السلطات امس خدمة مترو أنفاق العاصمة، كما أعلنت شركة النقل بالسكك الحديدية وقف رحلات القطارات التي تربط العاصمة بضواحيها وبمحافظات غرب وشرقي البلاد. وتوقفت أيضا خدمة تراموي الجزائر الذي يربط وسط العاصمة بالضاحية الشرقية، وسط إجراءات مشددة على الطريق السريع الرابط بين المطار ووسط العاصمة. من جهتها، حذرت سفارة الولاياتالمتحدة رعاياها من مظاهرات محتملة في أنحاء البلاد، وطالبتهم بالحد من تنقلاتهم غير الضرورية وتجنب المشاركة بالمظاهرات. وخلال اللقاء الرابع للمعارضة المنعقد مساء امس الاول، تلا رئيس الوزراء السابق علي بن فليس بيانا يقترح مرحلة تمهد المناخ والإطار القانوني من أجل توفير الشروط الضرورية لتثبيت حرية الشعب في الاختيار، وعدم التضييق على الصحافة، مع رفض التدخل الأجنبي بأي شكل من الأشكال. وثمَّنت الأحزاب ال 15 المعارضة في البيان استمرار وتوسع الحراك السلمي الذي يعكس «تطلعات الشعب العميقة» كما أدانت «تعنت السلطة السياسية وتجاهل مطالب الشعب وإصرارها على إقامة انتخابات مستفزة للشعب». وفي سياق متصل جدد الجيش الجزائري، أمس الجمعة، تأكيده على وحدة المصير مع الجزائريين، مشيراً إلى «وقوفه اللامشروط إلى جانب أمته» في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات. وجاءت تأكيدات الجيش الجزائري، خلال افتتاحية مجلته الشهرية الناطقة باسمه، عقب تصريحين متتالين للفريق أحمد قايد صالح قائد أركان الجيش، في أقل من 24 ساعة خلال الأسبوع الحالي، حول تطورات الوضع السياسي في البلاد. وأشار الجيش الجزائري في مجلته إلى أن «ما حققه الجيش على أصعدة عدة، ووقوفه اللامشروط إلى جانب أمته، في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات، أكد مدى تماسك الشعب مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل». وأضافت المجلة أن «الشعب المتشبع بوعي وطني كبير، والمدرك لمختلف التحديات والتهديدات والرهانات الحالية، شعب جدير بحمل رسالة أسلافه، وتحمل مسؤولية حفظ أمانتهم من بعدهم». ولفتت إلى «أن للأمم والشعوب محطات تاريخية، تحفظ بين طياتها بطولات خالدة، تنير دربها نحو المستقبل بخطى ثابتة، وتحصنها من الوقوع في كل ما قد يعوق مسيرتها نحو التقدم». وختمت المجلة افتتاحيتها بالقول إن «الجيش سيكون حصناً منيعا في دفاعه المستميت عن السيادة الوطنية ووحدة الشعب وحرمة التراب الوطني».