رغم المعاناة الكبيرة والاعتداءات الفظيعة التي لحقت به في محيط ملعب قسنطينة وداخله قبل وأثناء المباراة فقد قدّم جمهور الافريقي مرّة أخرى درسا جديدا في معاني الحبّ والوفاء لناديه جعل الإعلام الرياضي في الجزائر يتحدّث بإطناب على هذا الجمهور ويصفه بالظاهرة في الوقت الذي أكّد فيه مسؤولو نادي شباب قسنطينة أنّهم تفاجؤوا بالتدفّق الكبير لأحبّاء الافريقي على الملعب ولم يكن منهم من توقّع أن يتجاوز عدد الاحبّاء الوافدين من تونس 3000 محب وهو العدد الذي كان مسموحا له بالدخول الى الملعب ليظلّ في النهاية ما يزيد عن ضعف هذا العدد خارج أسوار الملعب. في جانب أخر شكّلت حادثة الاعتداءات التي تعرّض لها أنصار النادي الافريقي فرصة لإطلاق حملة تعاطف وتضامن كبيرين لأحبّاء فريق قسنطينة وعديد الفرق الجزائرية الأخرى التي اعتبرت أنّ ما حصل هو بالأساس تصرّف معزول لا يمكن أن يؤثّر على متانة العلاقة بين الجماهير الرياضية في البلدين. فيما أكّد مصدر من هيئة الافريقي أنّ لقاء جمع بعد المباراة عددا من مسؤولي الفريقين وتمحور الحديث حول ضرورة تمتين العلاقات بين الجانبين من خلال استضافة متبادلة لإقامة تربّصات للناديين في تونسوالجزائر مع وعد صريح لفريق قسنطينة ببذل مجهود إضافي وكبير لتحقيق نتيجة إيجابية في لوبومباتشي تساعد الافريقي على كسب ورقة الترشّح للمربّع النهائي. هيئة الافريقي مستاءة لئن وجدت بعثة النادي الافريقي في تنقّلاتها الأخيرة الى السودان بمناسبة مباراة فريقها ضدّ الهلال السوداني ثمّ في مصر خلال لقاء نادي الاسماعيلي المصري كل التسهيلات وأنواع الدعم اللوجيستي والمعنوي من طرف سفارة تونس بالبلدين المذكورين في ظل الاحداث التي جدّت هناك فإنّ الصورة بدت مختلفة تماما في الجزائر حيث كانت سفارة تونس في هذا القطر الشقيق غائبة تماما عن هذا الموعد الرياضي الهام خاصة وان طبيعة الأحداث التي حفّت بالمباراة وما حصل من إعتداءات كبيرة في حقّ جماهير الافريقي كان يدعو للقيام بحدّ أدنى من الواجب للتدخّل ومعالجة الوضع وهو ما دفع هيئة النادي الافريقي للتعبير عن استيائها الشديد من هذا الصمّت الغريب واللامبالاة تجاه ما حصل. تعزيزات هامة في لقاء «البقلاوة» طوى النادي الافريقي سريعا صفحة رابطة الابطال وانصرف تركيز اللاعبين فور عودتهم من الجزائر نحو سباق البطولة وبالتحديد الى المباراة الهامة التي تنتظرهم يوم غد ضد الملعب التونسي في مركّب الهادي النيفر بباردو لحساب الجولة الرابعة اياب. أبناء باب الجديد عادوا أمس الى أجواء التمارين وشرعوا في الاستعداد الجيّد للدربي الصّغير والأكيد أن المساحة الزمنية القصيرة لن تسمح للإطار الفنّي بضبط برنامج تحضيري خاص باللقاء غير أن المدرّب «زفونكا» سيسعى خلال ما تبقّى من حصص تدريبية لمراجعة بعض المسائل الفنّية والبناء على إيجابيات اللقاء الفارط ضد الملعب القابسي. مدرّب الافريقي سيستفيد بالتأكيد من عودة بعض العناصر التي تخلّفت في مباراة الملعب القابسي حيث يستعيد خط وسط ميدان الذي سيشهد عديد التغييرات اللاعب غازي العيادي الذي استوفى عقوبة الانذار الثالث كما يعود وسام يحيى الذي غاب عن لقاء الجزائر فيما ستتعزّز تركيبة خط الهجوم بعودة بلال الخفيفي الذي كان خارج القائمة في مباراة الملعب القابسي. من رفض التأجيل... الرابطة أم هيئة البقلاوة ؟ ساد الإعتقاد في البداية أنّ هيئة الملعب التونسي هي التي رفضت لأسباب تنظيمية طلب هيئة النادي الافريقي بتأجيل المباراة المبرمجة ليوم غد الثلاثاء الى وقت لاحق لكن يبدو أن للحقيقة وجها آخر حيث تؤكّد مصادرنا أنّ مكتب الرابطة هو من سارع الى رفض طلب الافريقي قبل هيئة الملعب التونسي. ويبدو أنّ المعلومة المتعلقة بالتأجيل تسرّبت الى بعض الفرق الأخرى في تونس فتقدّمت هي الأخرى بطلب تأجيل لمبارياتها وهو ما رأته الرابطة أمرا غير ممكن وقد يزيد في ضغط الروزنامة لذلك كان خيار الرفض هو الأنسب بالنسبة لها حتّى لا تفتح الباب لتأجيل مباريات أخرى.