قرّر مكتب مجلس نواب الشعب دعوة رئيس الحكومة يوسف الشاهد لحضور جلسة عامة تُخصص للحوار حول الوضع العام في البلاد وخاصة ملف وفاة 12 رضيعا في مستشفى الرابطة، ومن المنتظر ان تنعقد الجلسة العامة يوم الخميس القادم. تونس «الشروق» هذا القرار تم اتخاذه على خلفية بعد أن طالب عدد من نواب البرلمان بضرورة حضور رئيس الحكومة للجلسة العامة لتوضيح ما حصل في مستشفى الرابطة إضافة الى ملفات أخرى، وبالرغم من تخصيص جزء من الجلسة العامة التي انعقدت أمس للحديث عن ملف الأطفال الرّضع الاّ أن النواب أصروا على ضرورة حضور رئيس الحكومة حتى يكون للنقاش جدوى. ضعف الميزانية مداخلات النواب كانت معظمها منتقدة للحكومة، حيث اعتبر رئيس كتلة الجبهة الشعبية احمد الصديق أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد عوّد البرلمان على التأخر في الحضور في الجلسات التي تُخصص للحوار معه، وشدد على ان النواب الذين منحوه الثقة هم من تكفلوا بالدفاع عنه في غيابه. أحمد الصديق وجه خطابه ليوسف الشاهد قائلا «من منحوك الثقة يتحملون مسؤولية موت ال 12 رضيعا خاصة بعد تصويتهم على الميزانية» واعتبر ان الميزانية المخصصة لوزارة الصحة هزيلة تسببت في تدهور الخدمات الصحية ،مشيرا الى ان الميزانية تسببت في تفقير المؤسسات العمومية. كما أضاف الصديق أن رئيس الحكومة مُنكبّ على تكوين حزب على أكتاف جيف الناس التي ماتت في الصحة والنقل وغيرها من القطاعات. مجلس البورجوازية أما النائب طارق الفتيتي فقد استنكر تأخر البرلمان في عقد الجلسة العامة لمناقشة هذا الملف ، قائلا «هذا مجلس البورجوازية والقنّنوات..لا يستطيعون قطع عطلة نهاية الأسبوع والاستمتاع بالحمامات الساخنة والقدوم إلى البرلمان نهاية الاسبوع على خلفية فاجعة الرابطة». كما انتقد طارق الفتيتي تخصيص ربع ساعة من زمن الجلسة العامة لمناقشة ما حدث في مستشفى الرابطة متسائلا "ماذا فعل مجلس نواب الشعب في قضايا اللوالب القلبية الفاسدة والبنج الفاسد وسرقة الادوية؟..المجلس أصبح عبئا على التونسيين» . كما اعتبر الفتيتي أن الفساد انتشر في تونس متسائلا عن ما فعله البرلمان في ملف رفع الحصانة عن بعض النواب وأكّد وجود ما سماه «غرفة سوداء" في البرلمان ونواب شهدوا على فساد زملائهم. إصلاح قطاع الصحة أما رئيس لجنة الصحة سهيل العلويني فاعتبر ان ميزانية وزارة الصحة العمومية لا ترتقي إلى المأمول، مؤكّدا أنّ لجنة الصحة في البرلمان «حاربت» في مناسبات سابقة من أجل الترفيع في الميزانية المذكورة. العلويني شدد على انه لا يُمكن إصلاح قطاع الصحة العمومية حتى بإقرار ميزانية تكميلية. قائلا «هذا غير كاف خاصة في ظل فرضية فتح باب الانتدابات بالمؤسسات الصحية العمومية». كما دعا العلويني الى ضرورة إعادة النظر في المنظومة الصحية ككلّ. شراء الأصوات أما نائب الجبهة الشعبية عمار عمروسية فقد اعتبر ان ما حصل يعتبر جريمة دولة ، وأضاف قائلا «حكومة الكردونة لا يمكنهما النهوض بمستقبل البلاد». كما اتهم الحكومة بانها «حكومة المافيا والعصابة الإجرامية بأتم معنى الكلمة». أما نائب حزب صوت الفلاحين فيصل التبيني فقد رفع علبة كرتونية أثناء مداخلته ، واحتوت العلبة على بعض المواد الغذائية، مستنكرا شراء الأصوات بتوزيع العلبة الكرتونية ، كما ندّد بتسليم جثامين الرضع لاهاليهم في علب كرتونية. توتّر وتبادل للتهم شهدت الجلسة العامة مشادة كلامية بين نائبة كتلة الحرة نادية زنقر والنائب مبروك الحريزي ، واستنكرت زنقر نعت وزير الصحة بالفاسد قائلة ان الحريزي هو الفاسد مشيرة الى ضرورة كشف هوية من جاء عوضه في أول جلسة عامة في البرلمان. توترت الجلسة العامة بسبب المواجهة بين النائبين ،لكن سرعان ما عادت الأمور الى نصابها وتواصلت المداخلات. عدم اكتمال النصاب تم رفع الجلسة العامة بعد أن انعقدت في موعدها الأصلي بعد ان كان عدد النواب الحاضرين لا يتجاوز 42 نائبا فقط من جملة217 نائبا.