علمت «الشروق» ان « المعلم الجلاد» الذي اعتدى على 20 تلميذا وتلميذة من مدرسة الحسنى بصفاقس متمسّك بالإنكار في كل مراحل البحث نافيا أن يكون قد اعتدى على «تلاميذه الذين يعتبرهم بمثابة أبنائه» حسب اعترافاته لدى باحث البداية. مكتب صفاقس (الشروق) فرغم الأدلة والقرائن، ورغم تطابق روايات الأطفال المتضررين والمتضررات وشهادة بعض المعلمات من المدرسة ، يتمسك المتهم بالإنكار حسب المعطيات التي تسربت ل «الشروق» من ولي احدى المتضررات الذي يصرّ على تتبع المشتبه به قضائيا باعتباره استجمع من المعلومات ما يدين المتهم حسب تعبيره. عقوبات وتؤكد مصادر «الشروق» أن الأبحاث في هذه القضية التي هزت الرأي العام وتعهد بها قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2 ، قد تحتل حيزا زمنيا طويلا ، باعتبار تعدد الشكاوى وعدد المتضررين والمتضررات الذي فاق العشرين وهو رقم قابل للزيادة وفق ما ستؤكده أو تنفيه التحريات في الشكاوى المرفوعة التي تعهدت بها الفرقة المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل بمنطقة صفاقس الجنوبية بمقتضى إنابة عدلية من وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بصفاقس 2. المتهم أحيل على التحقيق بشبهة «الاعتداء بالفاحشة على طفل ممن له سلطة عليه واستغلال نفوذ وظيفته، والتحرش الجنسي بطفل ممن له سلطة عليه واستغلال نفوذ وظيفته» طبقا للفصل 226 ثالثا (جديد) من المجلة الجزائية والفصل 228 فقرة ثانية (جديد) من نفس المجلة، مع شبهة «اغتصاب طفل سنه دون 16 سنة كاملة ممن له سلطة عليه واستغلال نفوذ بحكم وظيفه» وفق ما أكّده للشروق الناطق الرسمي باسم محاكم صفاقس ومساعد الوكيل العام بمحكمة الاستئناف القاضي مراد التركي الذي أضاف أن الأحكام قد تصل إلى السجن مدى الحياة. اختبارات طبية تمسّك المشتبه به بالإنكار التام في كل مراحل البحث، قد يضطر الجهات القضائية المعنية لإخضاع المتضررين والمتضررات لاختبارات الطبيب الشرعي وللتحاليل الشرجية لا بهدف إثبات الجريمة ، بل بهدف إثبات حق الضحايا ، وهو أمر يخضع لسلطة وموافقة الولي لإثبات حق المتضررين القصر وليس لإقامة الحجة ضدهم. هذا، ولا تستبعد مصادر «الشروق» وجود شبهة تعرض ابنة المعلم إلى اعتداء جنسي من طرف والدها المتهم ، على أن النيابة العمومية لازالت تنتظر إشعارا من والدة التلميذة لفتح تحقيق في هذا الموضوع. وتأكيدا لما نشرناه يوم أمس ، نشير إلى أن مدير ديوان وزير التربية محمد علي الوسلاتي قال ان المعلم المتحرش انتدب في أواخر الثمانينات وتحصل على رخصة مرضية امتدت لعشر سنوات بعدها وضع على الذمة من قبل لجنة مختصة. وأضاف في تصريح لإذاعة صفاقس ان المعلم المتحرش لا سوابق عدلية له ولا يعاني من امراض نفسية على عكس ما يروج ، مبينا وانه مابين 2004و 2006 وافقت اللجنة الوطنية بالوزارة لاسناده رخصة مرضية طويلة الأمد ونفس اللجنة وضعته على الذمة ، وقد انتهت تلك الوضعية سنة 2011 ، وعاد الى العمل صلب المندوبية الجهوية للتربية صفاقس 2 ، وفي 2017 شارك في حركة النقل والتحق بالأسرة التربيوية لمدرسة الحسنى. الجلاد اعترف أمام زملائه وأنكر أثناء التحقيقات! للتذكير فإن احدى المربيات كانت قالت وفق مقالنا يوم أمس إنه بتاريخ 20 فيفري الفارط لما أعلمت تلميذة والدتها بالفضيحة جابه الإطار التربوي بالمدرسة هذا الجلاد فخرّ واعترف دون مراوغة طالبا ببساطة الاعتذار». لكنه عاد أمام القضاء وأنكر كل الفظاعات التي ارتكبها في حق تلاميذه زاعما أنهم بمثابة أبنائه!