كل الأزمات التي مرّ بها حزب حركة نداء تونس امتدت إرتداداتها بشكل مباشر إلى كتلته البرلمانية، التي انقسمت أكثر من مرة وعانت نزيف استقالات أضعفها وجعلها تتراجع في الترتيب ومن المنتظر ان لا تكون بمنأى عن الازمة الأخيرة خاصة بعد استقالة رضا شرف الدين. تونس الشروق: تمر كتلة حركة نداء تونس بفترة شديدة الحساسية يمكن أن تؤثّر بشكل عميق على حجمها وثقلها في البرلمان خاصة وانها تلقت في يوم واحد استقالتين، الأولى أعلن مكتب مجلس النواب عنها وتعود للنائب الأمين كحلول وهو نائب دخل البرلمان على قائمات الاتحاد الوطني الحر وانتقل الى كتلة النداء بعد انصهار حزب الاتحاد في النداء ،اما الثانية فهي للنائب رضا شرف الدين وهي استقالة مغايرة من حيث وقعها، لباقي الاستقالات. أسباب الاستقالة تختلف الروايات في مقاربة استقالة رضا شرف الدين بين من يقول إن شرف الدين تعرض لضغوطات وهرسلة دفعته الى الاستقالة خاصة وانه يترأس لجنة الاعداد للمؤتمر وهناك خلافات كبرى حول انجاز هذا الموعد المهم او تأجيله، ومن يؤكّد ان رضا شرف الدين استقال ليس بفعل الضغوط الخارجية وانما بسبب تأكده من أن المناخ داخل الحزب لا يسمح باعداد المؤتمر. تعويض شرف الدين وقع الاستقالة سيكون ثقيلا جدا على كتلة النداء ،خاصة وان رضا شرف الدين يتمتع بنفوذ هام في الكتلة وهناك عدد من النواب شديدو القرب منه، وما يمكن ان وتّر الأجواء أكثر الإسراع بتعويضه بشخصية أخرى ويبدو أن هذا الملف أصبح نقطة خلافية داخل الكتلة، فبعد إعلان رضا شرف الدين عن استقالته ،أكد النائب فيصل خليفة وهو من اقرب الشخصيات لرضا شرف الدين، أن عددا من نواب النداء يرفضون قبول هذه الاستقالة وسيسعون لرجوعه على رأس لجنة الإعداد لمؤتمر النداء. لكن بعد تصريح فيصل خليفة بساعات قليلة صرّح رئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال أنه تم تكليف سميرة بالقاضي بمهام رئيسة لجنة إعداد مؤتمر نداء تونس، خلفا لرضا شرف الدين، وأشار إلى ان اللجنة ملتزمة بموعد 6 أفريل لانجاز المؤتمر. تضارب التصريحات يؤكد أن الكتلة قادمة على أزمة حقيقية يمكن أن تساهم في قسمتها مرة أخرى بعد أن انقسمت في مرة أولى عندما انشق عنها 30 نائبا وأسسوا كتلة الحرة ثم حزب مشروع تونس ،ثم انشق عنها نواب اخرون أسسوا الكتلة الوطنية ثم كتلة الائتلاف الوطني ثم أسسوا حزب «تحيا تونس». انجاز المؤتمر إنجاز المؤتمر من عدمه نقطة أخرى جوهرية في مسيرة كتلة حركة نداء تونس، فالدفع بتأجيل المؤتمر والإبقاء على القيادة الحالية، وهو ما يسعى له بعض قيادات ونواب الحزب ، سيجعلهم في مواجهة مباشرة مع القيادات الراغبة في انجاز مؤتمر للحزب وتغيير القيادة الحالية وهو ما يمكن أن يتسبّب في انقسام الكتلة مرة أخرى وتدني عدد نوابها وتراجعها في الترتيب فبعد ان كانت كتلة النداء في المرتبة الأولى ب 86 نائبا أصبحت الآن في المرتبة الثالثة ب 39 نائبا واذا استمرت الخلافات داخلها فمن المنتظر ان تتراجع في الترتيب أكثر. التموقع في مؤسسات الحزب كل الخلافات التي تحدث داخل حزب النداء لها ارتدادات مباشرة على كتلته البرلمانية وهو ما يجعلها عرضة للانقسام مع كل خلاف يطرأ داخل الحزب ،ومحاولة النأي بهذه الكتلة خارج دائرة الصراعات على النفوذ في واجهة الحزب ومؤسساته لم تنفع خاصة وأن نواب الكتلة منقسمون إلى نواب تموقعوا بشكل هام في مؤسسات الحزب واخرون يرغبون في التموقع داخل هذه المؤسسات بعد انجاز المؤتمر.