شهر افريل سيكون حاسما لحزبي النداء وتحيا تونس، إذ سيشهد الاسبوع الاول انعقاد مؤتمر النداء وآخره انعقاد مؤتمر تحيا تونس، وتتحرك راهنا مساع من الجانبين لاستمالة القواعد بشتى الطرق، فلمن ستكون الغلبة؟ تونس- الشروق: كل الأحداث والتطورات ذات الصِّلة بنداء تونس وتحيا تونس، وجزء من الحراك الحكومي ونشاط مؤسّسات الدولة، تدفع الى تأكيد ارتباطها بدخول حزب رئيس الجمهورية وحزب رئيس الحكومة المنعرج الأخير لكسب رهان المؤتمر بما فيه من جاذبية وقوّة دفع لهذا الطرف او ذاك، فمن يسبق الآخر ومن يكسب رهان الفوز؟ ويربط بعض المتابعين ما حدث لرضا شرف الدين وقراره الاستقالة من رئاسة لجنة اعداد مؤتمر نداء تونس ومن الحزب ومجلس النواب باحتدام الصراع بين الجانبين، وقد أشار القيادي في نداء تونس عبد العزيز القطي الى ان شرف الدين تعرّض لهرسلة وضغوطات مسلطة يراد من خلالها إفشال عقد مؤتمر نداء تونس المبرمج في مطلع افريل القادم، مضيفا أنّ بقية أعضاء لجنة إعداد المؤتمر يتعرضون لنفس أساليب الهرسلة من جهات لم يذكرها. أنصار حزب نداء تونس يتهمون القائمين على المشروع السياسي لرئيس الحكومة بالسعي وراء استمالة قواعد حزبهم، وكذلك بالتدخل الخفي لافشال عقدهم للمؤتمر الانتخابي الأول، ويتهمونهم أيضا وفق ما يروج في الكواليس بتحريك الملفات والضغط على القواعد المحلية والجهوية قصد التخلي عن راية النداء والاصطفاف في المشروع الجديد. في المقابل ينفي أنصار حزب "تحيا تونس" هذه الاتهامات معتبرين أن القواعد الجهوية والمحلية لحزب نداء تونس قد سئمت منذ مدة من فكرة إصلاح النداء من الداخل، وضاق بهم الأفق وسط قيادة تمارس على الدوام سياسة الهروب الى الامام ليختاروا طوعا الالتحاق بحزب تحيا تونس على أمل تنفيذ فكرة النداء في أطر متجددة. وبين الموقفين تبرز للعيان محاولات الشد والجذب بين الحزبين ليتزايد الصراع كلما اقتربت مواعيد المؤتمر للحزبين، وبرز الصراع بين الكيانين مطلع سبتمبر الماضي تزامنا مع تشكيل كتلة الائتلاف الوطني بوصفها النواة الاساسية لحزب "تحيا تونس" والتي ضمت في غالبها نواب نداء تونس سابقا، لينقسم الجدال حينها بين مؤيد لخطوة ميلاد مشروع سياسي جديد على أنقاض النداء المنهار وبين رافض لما يسمونه بالسطو على قواعد حزب قائم. واتخذ الصراع في الفترة الاخيرة اشكالا تصعيدية من الجانبين، وبات كل طرف يترصد للآخر هفوة أو زلة أو حدثا ليستغله في هذه المعركة، والامثلة هنا عديدة ومتعددة آخرها تحرك حزب نداء تونس في يوم حدوث الفاجعة الصحية للمطالبة الفورية باستقالة الحكومة وسبقتها اتهامات متبادلة بين قيادات الحزبين ب"الولاء لحركة النهضة". وعلى هذه الشاكلة بات كل ما يدور من أحداث في الساحة السياسية محل استقراء الملاحظين بمنظار الصراع بين الحزبين، والذين يرون أن هذا الصراع قد انعكس على مؤسسات الدولة في العديد من المحطات من بينها ما حدث مؤخرا في اجتماع مجلس الأمن القومي بخصوص تلويح رئيس الجمهورية بعدم التمديد في حالة الطوارئ والدفع بالمسؤولية الى «ملعب» رئيس الحكومة. وازاء هذا الصراع البارز للعيان، يبدو حزب "تحيا تونس "متخوفا من لململة النداء لصفوفه واحداث المفاجأة بانجاح مؤتمره وخروجه من أزمته، سيما بعد تواتر الحديث في الكواليس بشأن عدة سيناريوهات لا تستبعد تدخل رئيس الجمهورية وإبعاد نجله من الصفوف الأولى واستقطاب وجوه بارزة على غرار تواصل الحديث عن إمكانية التحاق الوزير السابق منذر الزنايدي وعدد آخر من الوجوه السياسية البارزة بالحزب، اضافة إلى تأكيد سميرة بن قدور رئيسة إعداد المؤتمر أنه سيكون مؤتمرا ديمقراطيا جامعا لكل الندائيين. وفي المقابل يخشى الندائيون من الانهيار الكلي اذا فشل النداء في عقد مؤتمره المنشود .وبين هذا وذاك تبقى المعركة حول من سيمثل التوازن السياسي في المشهد قائمة على أشدها ومفتوحة على جملة من السيناريوهات التي سيكون شهر أفريل القادم الموعد النهائي لحسمها.