هل هي بداية الانفراج بالنسبة للتلفزة التونسية؟ سؤال يستمد مشروعيته بعد ما لاحظناه من أمل وطموح وارتياح للبرمجة التي يجري اعدادها لشهر رمضان القادم، ولا أدل على ذلك الريبورتاج الذي أعده قسم الأخبار بالتلفزة الوطنية الأولى وبث في النشرة الرئيسية للأنباء عن كواليس تصوير سيتكوم «زنقة الباشا» للمخرج نجيب مناصرية. وفي الواقع هذا الارتياح وما مرره الريبورتاج من عزم كامل فريق تصوير العمل على التألق والنجاح في خطف أنظار المشاهد التونسي وخلق المصالحة بين المرفق العمومي والمشاهد، يدعو إلى الاستبشار خيرا، خاصة وأن التلفزة التونسية والوطنية الأولى عموما خيبت الآمال في السنوات الأخيرة، ولم تقدر على منافسة الموجة الرديئة والمثيرة لأعمال القنوات الخاصة ففشل المرفق العمومي في استقطاب مموليه، إن صح التعبير، وكثر الحديث عن ضعف الإمكانيات الإنتاجية، وعن غياب نصوص جيدة لإنتاجها، واليوم اختارت نشرة الأنباء أن تخص أحد الأعمال الرمضانية الجديدة للوطنية الأولى بريبورتاج حضرت فيه كواليس التصوير، أعده الزميل أيمن الرابعي، وقدم الربورتاج شهادات لمخرج العمل نجيب مناصرية ولمنتجه شكري براهم، ولأبطال العمل كمال التواتي، وتوفيق البحري وفيصل بالزين... وأشار الريبورتاج إلى أن سيتكوم «زنقة الباشا» سيسجل عودة عديد النجوم للتلفزة التونسية بعد غياب، على غرار كمال التواتي وتوفيق البحري ودرصاف مملوك وفيصل بالزين وسفيان الداهش، والذين عبروا عن أملهم في أن يستمر الإنتاج في التلفزة التونسية على مدار السنة، وهو حلم أصبح كالكابوس، لأنه لم يتحقق رغم الوعود الكثيرة ولن يتحقق ما دامت العقلية الموسمية، خاصية تونسية صرفة. كل الامل أن ينجح هذا العمل، حتى لا تظل علاقة المشاهد التونسي والمرفق العمومي واقفة على أطلال «شوفلي حل» و»الخطاب على الباب» و»الدوار»، و»العاصفة»...، خاصة وأن الوطنية الأولى أعدت لرمضان المقبل، إلى جانب سيتكوم «زنقة الباشا»، مسلسلا بعنوان «المايسترو» وكاميرا خفية، وعديد البرامج التي تميزها في شهر الصيام. عزم الفنانين والتقنيين وإصرارهم على عودة التلفزة التونسية بقوة في رمضان، لا يمكن إلا أن يمثل علامة مضيئة تبعث الأمل، في عودة انتظرناها طويلا من المرفق العمومي، الذي يعتبر الملاذ الوحيد للتونسي للخروج من بوتقة الإسفاف والابتذال الذي كرسته قنوات لا تعترف بالرقيب ولا بالمشاهد ولا بالقيم منطلقها في ذلك «بيناتنا فلسة»، ونأمل أن تكون التلفزة التونسية في حجم التطلعات، وتجعلنا نستغني عن «الفلسة» لفائدتها.