قرار التلفزة التونسية بعدم إنتاج مسلسل درامي لرمضان 2018 واكتفاء بشراء بعض الأعمال الجاهزة وإنتاج سلسلة هزلية أو اثنين، كان صدمة لعدد كبير من الممثلين والتقنيين العاملين في المشهد الدرامي المحلي كما يعد قرارا مفاجئا لم يسبق للتلفزة التونسية منذ انطلاقها في هذه التجربة الدرامية اتخاذه وفي هذا السياق كان الممثل عاطف بن حسين أول المبادرين بالاحتجاج على هذا القرار من خلال رسالة وجهها لرئيس الحكومة قائلا ضمنها: «سيدي الرئيس سبق ونبهنا ممّا يحدث صلب مؤسسة التلفزة الوطنية من خور وكلنا أمل في الإصلاح، وبعد تعاقب إدارات فاسدة على هذا المرفق العمومي طلع علينا هذه السنة السيد الرئيس المدير العام بقرارات تجاوزت الفساد ليصل بنا حد التخريب والعبث والسريالية في قراره التاريخي بعدم إنتاج مسلسل درامي لرمضان 2018.» وهو ما اعتباره الممثل التونسي سابقة خطيرة وتخريبا لمرفق عمومي معلنا عدم تنازله عن حقه في توضيحات رسمية مكتوبة بعد أن قدم ثلاثة مشاريع وهي مسلسل تاريخي عن السيدة المنوبية بعنوان «سيدة الرجال» لبوكثير دومة ومسلسل للكاتبين حافظ محفوظ وحاتم مرعوب وسيتكوم لحاتم بإلحاح والذي من المنتظر حسب ما بلغنا من كواليس التلفزة أنه سيكون العمل المختار غير أن عاطف بن حسين لم يتلق ردا بالإيجاب أو السلب من إدارة التلفزة كغيره من المتقدمين بطلب عروض. وعلمت «الصباح الأسبوعي» في هذا السياق أن عددا من شركات الإنتاج، المشاركة في طلب العروض سترفع الأمر للقضاء بسبب الخسائر، التي تسببت فيها التلفزة التونسية فبعد اختيارهم لأعمال والتفاوض مع كتابها ودفع «تسبقة» لهؤلاء تقرر التلفزة الامتناع عن تقديم عمل درامي لرمضان 2018 والرد على طلبات المتقدمين. بدورها تشهد التلفزة التونسية حالة من الاحتقان توحي بالتصعيد بعد قرارها عدم تنفيذ أي عمل درامي لرمضان 2018 وذلك من قبل نقابة المخرجين التي أكد كاتبها العام المساعد المخرج نجيب مناصرية أنه بعد إقالة مدير الوطنية الثانية نشرت نقابة سلك المخرجين بالتلفزة التونسية بيانا رافضة سياسة القرارات الاعتباطية كما سبق أن نظمت ندوة صحفية شعارها «إنارة الرأي العام وصيحة شجاعة» ضد القرارات الاعتباطية والتي لا تحمل أدنى رؤية من قبل المدير العام بالنيابة. وأضاف المخرج نجيب مناصرية ل«الصباح الأسبوعي» أن هناك تجاوزات عديدة وبتعلة غياب الأموال والاعتمادات أعلنت التلفزة عن عدم إمكانية إنجاز أعمال درامية لرمضان 2018 وفي المقابل أكدت قيامها بشراء أعمال جاهزة للبث على غرار «جنون القائلة 2» ولا ندري كيف تعتبر هذه السلسلة جاهزة للبث وهي لم تصور بعد، وهذا يطرح تساؤلات كثيرة من بينها لماذا تعلن التلفزة عن ضعف الاعتمادات وهي قادرة على شراء أعمال حاضرة ولماذا قامت بالإعلان عن شراء أعمال درامية منذ أوت المنقضي ثم تقرر عدم الإنتاج كما تراسل المرفوضين أو المقبولين؟ وكيف تكون لجنة المشاهدة والمجلس التنفيذي المتكون من إداريين فحسب (وهو غير شرعي) هو من يختار المشاريع الدرامية الرمضانية ومن بين أعضاء المجلس مدير الإشهار الذي مهمته جذب المستشهرين للتلفزيون الوطني ليضاعف من اعتماداته لا تقييم نص درامي لا يدرك جمالياته وتقنياته؟؟؟ وشدد الكاتب العام المساعد لنقابة المخرجين بالتلفزة التونسية على أن هذا القرار حرم المشاهدين والتقنيين والفنانين من التمتع بحقهم في مرفق عمومي قائلا: «ونحن لا نسعى لجعل المسألة ذات طابع اجتماعي ولكن هناك حركة اقتصادية تعطلت لأسباب غامضة توحي بشبهة فساد ونحن كنقابة مستعدين لتقديم كل المعطيات للهيئة العليا لمكافحة الفساد وندعوها لفتح ملفات مشبوهة في التلفزة التونسية وتحديدا ملفات طلب العروض». أمّا عن مطالب النقابة فبين محدثنا أنها تتلخص في تعيين مدير عام لمؤسسة التلفزة التونسية يكون قادرا على تقديم مشروع إصلاحي سمعي بصري وأن يكون قادرا كذلك على تسيير هذا المرفق العمومي بعيدا عن اللوبيات الداخلية، التي تفرض مصالحها الشخصية على مصلحة التلفزة والقطع مع الاعتباطية متسائلا: «كيف لا تنظم التلفزة ندوات تعلن فيها عن برامجها وكيف تغير اسم برنامج ومنشطيه (صباحك يا تونس) وتلغي مسابقة على غرار (باب المدينة) ولا تعتذر لجمهورها ومشاهديها ثم هناك مبدأ تكافؤ الفرص بين مخرجي أبناء التلفزة وغيرهم فنحن لسنا ضد الانفتاح لكن ضد أن تقرر التلفزة اختيار النص والمخرج ومنحه مسلسل «مثل وردة وكتاب» ثم تحاسبه على هذا الخيار الذي لم يختره.. ما الحل إذن هل تحيلنا التلفزة على المعاش ونحن في عز عطائنا!؟ ◗ نجلاء قمّوع أمين عام اتحاد الفنانين ل"الصباح الأسبوعي":وقفة احتجاجية الأربعاء أمام مقر التلفزة التونسية أفاد أمين عام اتحاد الفنانين الممثل والمخرج حمادي الوهايبي «الصباح الأسبوعي» بأن الهيكل، الذي يمثله قرر القيام بوقفة احتجاجية أمام مقر التلفزة التونسية يوم الأربعاء 14 فيفري في حدود منتصف النهار خاصة بعد أن صار قرار إعلان التلفزة عن امتناعها انجاز أعمال درامية رسميا مشيرا إلى أن هذا الحراك للمطالبة بتوضيحات من إدارة التلفزة والتي سيلتقون ممثلين عنها بعد الوقفة لدراسة المسألة وإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.