في تقرير صادر عن الأممالمتحدة بتاريخ 20 ديسمبر 2010 تبين أنه بالإمكان مضاعفة الإنتاج الزراعي باعتماد الزراعة العضوية وذلك في ظرف عشر سنين. إذن بالإمكان تحقيق ثورة بيئية وأخلاقية وذلك بالتخلي عن الأسمدة والمبيدات. في السابق تعدّدت الدراسات حول أهمية المساحات الزراعية الكبرى ودورها في الرفع في الإنتاج والإنتاجية مقارنة مع فلاحة المزارعين الصغار والمتوسطين ولكن هذه الدراسات قد أهملت حقيقية تدهور التربة واستنزاف المياه والقضاء على التنوع البيولوجي وتراجع القيمة الغذائية للخضر والغلال بفعل استعمال الأسمدة والمبيدات ثم جاء التقرير الأخير مخالفا لكل ما كتب في السابق. الأممالمتحدة تدعو إلى تحوّل جوهري لصالح الزراعة البيئية بصفتها الأداة الوحيدة للرفع من الإنتاج وتحسين جودته. جاء في التقرير أنه "إذا ما أردنا توفير الغذاء ل 9 ملايين مواطنا بحلول سنة 2050 من الضروري والملحّ اعتماد التقنيات الزراعية الأنجع والأكثر ملاءمة مع المحيط " وهذا لا يعني اعتماد الآلات الضخمة بل يشير التقرير على أن "كل الدلائل العلمية الحالية تؤكّد أن الوسائل الزراعية البيئية هي أنجع من اعتماد الأسمدة الكيميائية وذلك لدعم الإنتاج خصوصا في المناطق التي تعاني من نقص الغذاء والمجاعة.... تطبّق الزراعة البيئية العلم البيئي على مفهوم النظام الزراعي الذي يستجيب للتحديات المناخية والغذائية ولتدهور البيئة الزراعية. هذه المقاربة تساهم في تحسين المردود وإنتاجية التربة وتحمي الزراعات باعتماد محيط طبيعي مثل بعض أنواع الأشجار والنباتات والحيوانات والحشرات......فإلى حدّ اليوم أدى اعتماد الزراعة البيئية في 57 بلد نامي إلى زيادة في المردود الزراعي بنسبة 80 بالمائة مع زيادة ملحوظة في أفريقيا تقدّر ب116 بالمائة ... وقد وقع إنجاز 20 مشروع جديد في أفريقيا وتمكننا من مضاعفة الإنتاجية على امتداد 3 إلى 10 سنوات. لقد كان التقرير صريحا وواضحا إذ جاء فيه:" تسرّع الزراعة الكيميائية المتعارفة في التغيرات المناخية وهي تعتمد مدّخلات من أسمدة ومبيدات عالية الكلفة كما أنها زراعة لا تصمد أمام الهزات المناخية. فهي لا تمثل الحل الأنجع للمستقبل ... بالمقابل يقرّ عديد الخبراء بالدور الإيجابي للزراعة البيئية وذلك في توفير الإنتاج الزراعي والرفع منه والحد من الفقر والتحكم في التغيرات المناخية. فحتى في المالاوي هذا البلد الأفريقي الذي أقرّ منذ سنين برنامجا واسعا لدعم استعمال المبيدات والأسمدة قد اعترف بأهمية الزراعة البيئية ورسم لها برنامجا خاصا ولقد انتفع مليون و300 ألف مزارعا بهذا البرنامج وتمكنوا من الرفع من إنتاج الذرة من طن في الهكتار الواحد إلى 2-3 أطنان في الهكتار." يلاحظ التقرير أيضا أن "المشاريع الزراعية البيئية التي اعتمدت في كلّ من اندونيسيا والفيتنام وبنغلادش قد مكّنت من الحدّ من استعمال المبيدات في مزارع الأرز بنسبة 92 بالمائة وقد مكّن ذلك المزارعين الصغار من توفير المال وذلك من خلال الاستعاضة عن المبيدات والأسمدة الكيميائية بالأسمدة العضوية. يمثل ذلك تحدّيا هاما وهناك نتائج مماثلة في عديد البلدان الآسيوية والأفريقية وفي أمريكا اللاتينية...... تلقى هذه المقاربة تعاطفا وتحمسا أيضا في البلدان الصناعية مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وفرنسا ... لكن ورغم أهمية الزراعة البيئية وقدرتها الفائقة على تحقيق الأمن الغذائي لا يزال الدعم المخصّص لها من طرف السلطات العمومية محدودا نسبيا ولم يتجاوز إلى حد الآن مرحلة التجربة". يحدّد التقرير 12 مهمة وإجراء ضروريا لتطبيق الزراعة البيئية وتعميمها.