تدفق صباح أمس السبت مئات المواطنين على مصحة الضمان الاجتماعي بالعمران بعد أن فتحت هذه الأخيرة أبوابها مجانا للعموم لتقديم خدمات الكشف المبكر عن أمراض الرئة. تونس الشروق: تظاهرة الأبواب المفتوحة التي نظمتها اللجنة العلمية للمصحة وودادية أعوانها بالتعاون مع الجمعية التونسية لعلوم التغذية والجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المزمنة تطوع لها العشرات من الأطباء والإطارات شبه الطبية لتعميق الوعي العام بمخاطر مرض صامت ينخر الأجسام ويلقي بها في كثير من الحالات إلى طوابير انتظار زرع الكلى. تصفية الدم وفي هذا الصدد أشار الأستاذ عبد المجيد عبيد المختص في علوم التغذية إلى الانتشار المتزايد لأمراض الكلى من خلال تسجيل قرابة 10 آلاف إصابة جديدة سنويا ووجود 1350 مريضا على لائحة الانتظار للخضوع لعمليات زرع الكلى مشددا على أن ضعف القيمة الغذائية لأكلات التونسيين اليوم هو السبب الرئيسي للانتشار الواسع لأمراض السكري وضغط الدم التي تتطور في كثير من الحالات إلى قصور في الكلى متفاوت الخطورة. حيث يصل إلى الاعتماد على تصفية الدم ثم ضرورة إجراء عملية زرع الكلى. كما لاحظ أن القطع مع العادات الغذائية للأجداد هو أول أسباب هذه الدوامة واصفا الوجبة التونسية اليوم بالفقيرة نتيجة الاعتماد المفرط على العجين ومشتقاته والزيوت والسكر المضاف مقابل غياب الخضروات والبقول الجافة التي تعد أساس التغذية السليمة المتوازنة. نزيف مالي وشدد في السياق ذاته على أن هذا الخلل في التغذية يتسبب في نزيف مالي حاد. حيث تتضاعف كلفة العلاج نحو ثماني مرات عندما يتطور مرض السكري إلى قصور في الكلى يتطلب تصفية الدم بانتظام. ومن جانبها أكدت الأستاذة هندة الجموسي على أهمية الكشف المبكر عن السكري ومرض ضغط الدم للتوقي من أمراض الكلى ومنح تطور هذه الأخيرة إلى حالات مرضية تتطلب تصفية الدم أو زرع الكلى مشيرة إلى أن «السمنة» هي الرافد الأساسي لحلقة من الأمراض أهمها السكري وضغط الدم والكلى. وهو ما يؤكد أهمية تعميق المقاربة الوقائية لتفادي السمنة من خلال التغذية السليمة وتعاطي النشاط البدني وتجنب التدخين والكحول. كما حذرت في السياق ذاته من مخاطر التداوي الذاتي مؤكدة على ضرورة تقليص الملح والإسراع بمعايدة الطبيب في حال التفطن الى الأعراض الأولى للسكري وضغط الدم. ومن جهتها أكدت الدكتورة ناجية بن موسى رئيسة قسم الأشعة بمصحة العمران ورئيسة جمعية مقاومة الأمراض المزمنة أن تظاهرة الأبواب المفتوحة تهدف إلى تعميق السياسة الوقائية من خلال الكشف المبكر عن أمراض الكلى بما يدعم حظوظ العلاج بالتوقي من الوصول إلى تصفية الدم أو زرع الكلى.