تعتبر ولاية باجة فلاحية بامتياز فبالإضافة إلى أنها تلعب دورا مركزيا في منظومة الزراعات الكبرى فإنها تعد حلقة رئيسية في منظومة الألبان ب55700 رأس بقر على مستوى القطيع و110 ألاف طن سنويا على مستوى انتاج الحليب . باجة (الشروق) ولئن كانت أرقام سنة 2018 تؤكد الزيادة في الانتاج مقارنة بسنة 2017 فإن الوضع الحالي للمنظومة يؤكد أن الأمور تسير نحوالتفريط في القطيع لتنقرض المنظومة على الأقل في ثلاث حلقات من جملة الحلقات الأربع التي تكونها ,فالمنظومة تنطلق بالفلاح المربي المنتج ثم الناقل فمراكز التجميع ويأتي المصنع . خليفة الشابي وهوفلاح بولاية باجة أكد أن قطاع الألبان مهدد بشكل صريح نظرا لتهريب البقر إلى الدول المجاورة تزامنا مع قلة العناية بالفلاح وغياب التشجيع من طرف الدولة فالزيادة في الأعلاف تكاد تكون يومية إذ بلغ سعر القنطار اليوم 105 دنانير وهوما يجعل تكلفة انتاج الحليب باهضة جدا . كما أكد أن القطيع يشهد نقصا ملحوظا في الأيام الأخيرة للأسباب المذكورة بالإضافة إلى النقص على مستوى الأدوية والمراقبة وهي عوامل تدفع للتفريط في القطيع. أما عبد الرزاق جابة مربي أبقار وتقني فلاحي فيؤكد أن من دوافع التفريط في القطيع واختلال التوازن في منظومة الحليب هوغلاء مستلزمات الانتاج انطلاقا من ارتفاع ثمن البقرة الحلوب من 4 ألاف دينار إلى 9 ألاف دينار الزيادة ب45 بالمائة على مستوى الأعلاف هذا بالإضافة إلى السرقات التي تستهدف القطاع. عثمان العجرودي رئيس الغرفة الجهوية لمراكز تجميع الحليب أكد ل»الشروق» أنه بولاية باجة يوجد 24 مركزا لتجميع الحليب تعيش كلها إشكاليات ارتفاع أسعار قطع الغيار والبنزين مقابل استقرار المنحة في حدود 90 مليم للتر الواحد، وتصل للمجمع بتأخير يتراوح بين 7 و8 أشهر. القطاع مهدد بالانقراض في القريب العاجل من جهته اكد شكري الدجبي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة ان منظومة الألبان وكسائر المنظومات الفلاحية بالولاية تعيش صعوبات بالجملة، ويرى محدثنا أن هذه الصعوبات قد بلغت مرحلة الخطر نظرا للصعود الجنوني لمستلزمات الإنتاج فثمن البقرة الحلوب وصل إلى حدود 9 ألاف دينارا في منظومة 85 بالمائة من الناشطين فيها هم صغار الفلاحين . اما في خصوص الأعلاف فهي تشهد زيادات مستمرة ففي سنة 2018 عرف العلف زيادة في 6 مناسبات وننتظر زيادات أخرى في الأيام القادمة ..وتكفي الإشارة إلى زيادة 200 مليم في سعر الكيلوغرام الواحد من التل ( تل الرباط) يعني آليا زيادة في سعر التبن والقرط وهما من الأعلاف الطبيعية ... وأضاف سمعنا في الأيام الأخيرة حديثا عن إجراءات لفائدة المنظومة من توفير للأبقار الحلوب وعن منح للمربين إلا أن الأمر لا يتعدى أن يكون حبرا على ورق إلى حد اليوم , والمطلوب من السلط التدخل المباشر من أجل دعم مستلزمات الإنتاج من العلف العادي والمركب وما دون ذلك فإن القطاع مهدد بالانقراض وفي القريب العاجل . ويؤكد محدثنا أن إنتاج اللتر الواحد من الحليب يكلف الفلاح 1150 مليم على أقل تقدير في حين أنه لا يتسلم سوى 890 مليم فقط وبالتالي فان الترفيع ب300 مليم في سعر قبول اللتر الواحد من الحليب من الفلاح يكسب الدولة أكثر من 600 مليم عن استيرادها لهذه المادة بسعر 1900 مليم للتر الواحد وبالتالي فإن الحفاظ على المنظومة يمر عبر مساعدة الفلاح لتغطية كلفة الإنتاج وهوالحلقة الأكثر تضررا في منظومة الألبان . برنامج لحماية القطيع الدكتور اسماعيل الرحيمي رئيس دائرة الإنتاج الحيواني أفاد الشروق بأن القطيع بولاية باجة يضم 55700 رأس منها 46200إناثا بقدرة إنتاجية تقدر ب110 ألف طن من الحليب سنويا وهي كمية لا يصل منها للمجمع سوى 64 مليون لتر في حين تخصص الكمية المتبقية لصناعة الأجبان وغيرها من مشتقات الحليب لصغار المصنعين والتجار . وفيما يتعلق بمرض السل فقد أكد محدثنا أن هذا المرض لا يصيب في أقصى الحالات سوى 6 بالمائة من القطيع مما يسمح بالمراقبة والتدخل في الوقت المناسب من خلال الاختبارات التي يخضع لها القطيع بشكل مستمر . وفيما يتعلق باستراتيجية الدولة لحماية المنظومة فان الوزارة أعدت برنامجا يمتد ما بين 2018 و2030 تنطلق فيه العناية بالقطيع المنظم والخاضع للترقيم والتي تقع العناية بها في مآو تخضع لكراسات الشروط وذلك إلى حدود سنة 2022 والهدف هوتوفير الأبقار الحلوب ليتزود بها صغار الفلاحين بدل استيرادها بالعملة الصعبة ,وما بين سنة 2023 و2030 تكون العناية بصغار ومتوسطي الفلاحين .