بَعد رِحلة الإمارات العَربية بمناسبة مُونديال الأندية، عاد الترجي الرياضي يوم أمس إلى المِنطقة الخَليجية أملا في «صَيد» لقبين مُهمّين وهما «السُوبر» الإفريقي والتونسي. الرحلة الترجية كانت هذه المَرّة نحو قطر التي يحلم فريق الشعباني بأن يُغادرها رافعا كأسي «السُوبر» على حساب الرّجاء البيضاوي والنادي البنزرتي. احتفال ضَخم مَرّة أخرى يُؤكد الترجي أنه يملك قاعدة شَعبية «عَابرة للقارات». فقد جَابت الاحتفالات بالمائوية كافّة الجهات التونسية قبل أن يقع تصدير «الكَرنفالات» الصّفراء والحمراء إلى العديد من المُدن العَالمية مِثل «باريس» و»فرانكفورت». وستلتحق اليوم «الدّوحة» القطرية بركب المُحتفلين بمائوية شيخ الأندية. وقد استغلّت الجَالية الترجية المُقيمة هُناك تَواجد الجمعية على عين المكان بمناسبة «السُوبر» الإفريقي والتونسي لإقامة حَفل كبير على شرف مسؤولي الترجي و»نُجومه» السّابقين. وقد جهّزت خلية أحباء الترجي بَرنامجا ضَخما إحتفاءً بالمائوية ومن باب الترحيب بالفريق الذي يستعدّ للمُراهنة على لقبين غَاليين. وتفيد الأنباء التي وصلتنا أمس من «الدّوحة» أن خَلية أحباء الفريق في قطر وَجّهت الدعوة إلى وُجوه ترجية من الوزن الثَقيل كما هو شأن «الأمبراطور» طارق ذياب والنّجم والمدرب السّابق للجمعية نبيل معلول وقد تكون الفرصة سانحة لتقريب وِجهات النظر بين الرّجلين بعد سنوات طويلة من الخِلافات. ومن المعلوم أن طارق ومعلول يُقيمان في قطر ويُعتبران من ألمع المُحلّلين «المُهاجرين». ومن المُنتظر أن تَتّسع طاولة الحَاضرين لتَشمل رئيس النادي حمدي المدب وسَلفه السّابق سليم شيبوب فَضلا عن بعض المُسيّرين الحَاليين على غرار رياض بالنّور ووليد العَارم. 500 محب من المُقرّر أن ينطلق احتفال «المكشخين» في حُدود السّادسة مساء بتوقيت تونس وذلك في أحد الفنادق الفّخمة في «الدّوحة» القطرية. وتُؤكد مصادرنا أن العدد الجُملي للحَاضرين يُقدّر بحوالي 500 شخص. وقد وقع الاتّفاق مع ثلاثة فنانين لتنشيط هذه الأمسية الإحتفالية ومن المُرجّح أن تكون ألفة بن رمضان ضِمن المُطربين الذين سيقومون بإحياء هذا «المَهرجان». منذ 2015 تَعود نشأة خَلية أحباء الترجي في قطر إلى عَام 2015، وقد كان حسام بلحاج من المُساهمين البارزين في وضع حجر الأساس بمعيّة عدد من المُهاجرين التونسيين المُتعلّقين بالبلاد أوّلا وبالأزياء الذهبية ثانيا. ومن الواضح أن هذه الخَلية بدأت تَكبر شيئا فشيئا ومن المُؤكد أنّ الإحتفال التي ستنظّمه اليوم في «الدّوحة» على شرف مسؤولي الجمعية ورُموزه القديمة من شأنه أن يُساهم في التعريف بالأنشطة الكبيرة التي يقوم بها الترجيون في قطر. حُضور كبير في لقاء الرجاء تُشير التوقّعات الأولية إلى أن لقاء «السُوبر» الإفريقي سيستقطب جماهير غَفيرة من جانب الترجي ولم يَستبعد البعض إمكانية حُضور قرابة عشرة آلاف مُشجّع في سيناريو مُكرّر لما قام به أنصار الفريق في مُونديال الإمارات عندما فاق زحف «المكشخين» كلّ التصوّرات بل أن المُلاحظين اعتبروا أن عدد المُتوافدين آنذاك على ميدان «هزاع بن زايد» كان قياسيا وقد يكون جمهور الترجي في صدارة الأحباء الذين قاموا بمثل ذلك التنقّل «العَابر للقارات» في مُنافسات كأس العَالم للأندية. وتفيد المعلومات التي بحوزتنا أن الترجي سيستفيد من الجالية التونسية في قطر لإستقطاب جماهير كبيرة بمناسبة مُواجهته المُرتقبة بعد غد أمام الرجاء في ملعب الغرّافة. ومن المعروف أن جاليتنا في إمارة قطر تُقدّر بحوالي 25 ألف نسمة. وبالتوازي مع الرهان الكبير على الجالية التونسية تفيد مصادرنا أن حشودا كثيرة ستتوافد من الخارج لنُصرة الترجي في «مُغامرته» القطرية. وتضيف المصادر ذاتها أن جحافل المشجعين ستأتي من تونس وعدة بلدان خليجية وحتى أوروبية مِثل فرنسا وألمانيا. «حِسابات قَديمة» مَضى زمن طَويل على نجاح الرّجاء في «سَرقة» الفرحة الترجية أثناء «فِينال» رابطة الأبطال الإفريقية عام 1999. ومع ذلك فإن تلك الذكرى السيئة بَقيت محفورة في أذهان «المكشحين» خاصّة أن اللّقب الإفريقي الكبير كان في طريقه إلى «باب سويقة» لولا التعامل السيء مع اللقاء فضلا عن ضربة الجزاء المهدورة في التوقيت الأصلي من طرف وليد عزيز (0 مقابل 0 في المغرب وصفر لصفر في المنزه قبل أن يحسم الرجاء اللقب بركلات الترجيح بنتيجة 4 / 3). ويعتقد البعض أن الفُرصة لا تُعوّض ل»يَثأر» الترجي لنفسه وينتزع لقب «السُوبر» من الرجاء ردّا على ضَياع رابطة الأبطال في 1999. وكان الترجي قد انتصر على الرجاء في 2006 في نطاق مُنافسات كأس الكنفدرالية الإفريقية غير أنّ «جُرح» 99 لم يَندمل وقد يحتاج شيخ الأندية إلى الفوز ب»السُوبر» لمُداواة ذلك الجُرح الغَائر فضلا عن إطفاء «نيران» الغضب التي عاشها ذلك الجيل المتكون من عدة أسماء كبيرة مثل الواعر والقابسي وبدرة...