غزة الشروق/ مراسلة وصياغة نص الحبيب الميساوي وأنا أتابع الاحتفال الكبير الذي نظمته جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية بقطاع غزة بمناسبة الذكرى ال36 لاستقلال تونس، انتابني شعور بالخجل من الاخوة الفلسطينيين الذين يجلون تونس أكثر مما نجلها نحن...تونس التي تحيي اليوم، يوم الأرض قبل يوم من انعقاد القمة العربية... وفية لتونس ولشعبها، لم تفوت جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية الذكرى ال63 لاستقلال تونس للتعبير مرة أخرى عن حجم الحب والاحترام الذي يكنه الفلسطينيون لبلادنا. وتقدم رئيس جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية الأستاذ حاتم الشواء في كلمة له بالشكر للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ووزير الشؤون الخارجية في دولة تونس خميس الجهيناوي. وشكر الشعب التونسي وهنأه في عيد استقلال تونس ال 63 والذي يعتبر أقل واجب يقدمه الشعب الفلسطيني تجاه تونس الشقيقة. كما حضر عدد كبير من أفراد الجالية التونسية والشخصيات الاعتبارية. واعتبر الأستاذ حاتم الشواء هذا «التجمع فلسطيني بأعلام تونسية هو اعتراف بالجميل التونسي حاضنة الثورة الفلسطينية في تونس وخاصة من جانب أطفال فلسطين الذين عبروا عن حبهم ووفائهم لتونس الخضراء». وفي تصريح لهم لجريدة "الشروق"، اعتبر أفراد الجالية التونسية المقيمين بغزة هذا الاحتفال بمثابة تذكرة سفر الى الوطن اهدتها لهم جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية للاحتفال بذكرى هي الأقوى والأنقى. بل المفرق في تاريخ تونس الحديث. وقال الشواء « اليوم رفعت أعلام تونسوفلسطين على إيقاع النشيدين الرسميين للبلدين الشقيقين قبل أن تستهل فرق موسيقية فلسطينية الحفل بفقرات غنائية لخصت ملحمة النضال الفلسطينيالتونسي واختلاط دم الشعبين من الناصرة التي شهدت استشهاد أول تونسي من أجل فلسطين الى حمام الشط في تونس التي شهدت ذات غرة أكتوبر 1985 قصف الطيران الصهيوني لمقر القيادة العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية التي احتضنتها تونس بعد خروج المقاومة من بيروت بلبنان باتجاه تونس الخضراء». كسائر العرب والأحرار في العالم، يحيي تونسيو قطاع غزة اليوم يوم الأرض الفلسطيني وكلهم اعتزاز بالانتماء الى الوطن الأم والوطن الحاضن. ورغم الآلام والمعاناة فإنهم وجدوا السند والدعم من رجل فذ يسهر على إدارة جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية الا وهو المناضل الوطني الصادق الأستاذ حاتم الشواء. حدثتني أم تونسية عما تقدمه الجمعية لأكثر من مائتي عائلة تونسية مقيمة في قطاع غزة من إعانات مادية وصحية وسكنية. وكشفت لي مواطنة أخرى عن حجم المعاناة التي تعيشها هذه الأسر للاتصال بسفارتنا في رام الله بسبب ما تعيشه غزة من حصار. حصار نجحت جمعية الأخوة الفلسطينيةالتونسية في كسره لمساعدة أفراد الجالية على تجديد جوازات السفر واستخراج الوثائق الإدارية الضرورية. وتبقى العودة الى الوطن الأم من أعقد المشاكل التي تعترض أفراد الجالية. وهنا مرة أخرى تعمل الجمعية جاهدة على تأمين مسار العبور من غزة الى الأراضي المصرية ومنها الى تونس. فعلا، لا يمكن إلا أن نقف إجلالا وتقديرا لكل أعضاء الجمعية الذين يصونون كرامة أكثر من مائتي أم تونسية أغلبهن يعلن أطفالهن بمفردهم اما لاستشهاد الزوج أو لأسباب عائلية واجتماعية أخرى. وتواصلا مع نداءات جريدة "الشروق" المتواصلة من أجل إعادة فتح مكتب السفارة التونسيةبغزة أعادت على مسمعي ما كانت أسرت به لي في مقال سابق إحدى الأمهات التونسيات المقيمات بغزة قائلة « « للأمانة، لولا السيد حاتم الشواء ولولا الجمعية التي يترأسها لحصلت كوارث لنساء تونسبغزة. فهذا الرجل هو الذي يتولى شؤوننا. ويسهر على مساعدتنا وتوفير كل مستلزمات الحياة لنا ولأطفالنا. فأنتم تعلمون كيف هي الأوضاع في غزة خاصة عند اندلاع الحرب. وشخصيا، وجدت في هذه الجمعية وفي رئيسها دعما قويا مكنني من تربية أطفالي. فالجمعية وفرت لي المسكن حين وجدت نفسي مع أطفالي دون مأوى. وهذا الرجل يستحق اعتراف الجميع بما قدمه لتونس بصيانة كرامة أبنائها وبناتها في غزة وحفظ ذواتهم الإنسانية». ولكن الأستاذ حاتم الشواء يعتبر ذلك من صميم واجبه تجاه تونس التي احتضنت الفلسطينيين شعبا وقيادة كما لم يحتضنهم أحد معبرا عن امتنانه للكادر الديبلوماسي التونسي وفي طليعتهم وزير الخارجية خميس الجهيناوي وباقي إطارات الوزارة...