انطلقت قناة «قرطاج +» منذ أسابيع في بث برنامج يعنى بالمواهب في الأغنية الشعبية التونسية، عنوانه «النوبة Talent»، ويضم لجنة تحكيم متكونة من الموسيقار سمير العقربي والشاعر الغنائي حاتم القيزاني، والموسيقي هشام الخذيري، إلى جانب كل من ياسين سعيد وأنيس عياري في الإستشارة الموسيقية ويتولى تقديم البرنامج سهيل غيداوي. وما شد الانتباه أنه رغم عدم الدعاية الكافية لكاستينغ هذا البرنامج إلا أن الإقبال كان كبيرا ومن كامل أنحاء الجمهورية، وبان بالكاشف من خلال المتسابقين، أن التونسي عشاق لتراثه وللأغنية الشعبية بشكل كبير، بل هناك من المتسابقين من هو مغرم بأسماء بعينها ويحفظ كل أغانيها على غرار سمير الوصيف والهادي حبوبة وإسماعيل الحطاب، وغيرهم حتى من الأسماء التي تبرز في جهاتها. ودون شك تلفزاتنا في حاجة إلى مثل هذه البرامج التي يقبل عليها المشاهد، والجميع يتذكر تجربة رؤوف كوكة مع برنامج «طريق النجوم» الذي أنجب أسماء معروفة في الميدان الفني اليوم على غرار أنيس الخماسي وهيثم هلال ودرة الفورتي ووردة الغضبان، وهالة المالكي، ونوال بن صالح، وغيرهم... وكذلك برنامج «الخطوة الأولى» مع علاء الشابي لما كانت قناة 21 القناة الوطنية الثانية حاليا، في أوجها وتنتج عديد البرامج الشبابية الناجحة... المهم أن هذا البرنامج ولئن صدع أذاننا ببعض الأصوات التي لم تتريث قبل خوض المغامرة، إلا أنه كشف عن أصوات بعضها معروف في جهاتها، وبعضها الآخر يظهر لأول مرة على الشاشة الصغيرة، ومثلت هذه الأصوات اكتشافا، والأكيد أن أفضلهم سيكون له شأن في الساحة الفنية الشعبية مستقبلا. كما يجب التنويه بإنتاج برنامج من هذا النوع، لكن يحق التساؤل: «متى سنشاهد في تونس برنامجا بروح عربية أو بضخامة البرامج المشابهة في أكبر القنوات العربية على غرار برنامج «أحلى صوت»؟»، لأن الاقتصار على المحلية لن يغير شيئا في الوضع العام للساحة الفنية، كان يمكن أن يكون البرنامج الحالي على قناة «قرطاج +» ذو توجه مغاربي، للقرب الجغرافي والموسيقي، بين بلدان مغاربية كالجزائر وليبيا وتونس والمغرب. فاليوم لم يعد هناك معنى للمحلية في الموسيقى وفي هذا النوع من البرامج ، إذ أن المتفرج، كثيرا ما يذهب إلى مقارنة برامج اكتشاف المواهب في تونس، ببرامج كبرى من هذا النوع على قنوات عربية، وبالتالي ينقص من نسبة الإقبال على مشاهدتها، رغم أنها جديرة بالمشاهدة، وفيها يكتشف المشاهد مواهب قد تظل غير معروفة لولا الشاشة الصغيرة.