اختتمت مساء الجمعة الماضي بفضاء مسرح الجهات في مدينة الثقافة فعاليات الدورة الثانية لأيام قرطاج الشعرية تحت اشراف الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية و وسط حضورجمهور غفير من المثقفين والشعراء، وفي مقدمتهم السيدة جميلة الماجري مديرة الأيام وكامل أعضاء هيئة التنظيم توزع حفل الاختتام على ثلاث محطات رئيسية تولى تنشيطها وتقديمها بحرفية الشاعران عادل الجريدي وامامة الزاير ' حيث كانت الانطلاقة بكلمة مديرة الأيام التي تحدثت وأقنعت بما تضمنته كلماتها من معطيات وإحصائيات حول الفعاليات ' اكدت من خلالها ان الدورة الثانية للأيام كسبت الرهان في الانفتاح على كل الحساسيات الشعرية، موضحة انه لا يمكن لها الانحياز الى 43 شاعرا تونسيا شاركوا في الامسيات في إشارة واضحة الى من انتقدها بكونها انحازت الى أسماء دون أخرى وتحدثت السيدة جميلة الماجري بلغة الأرقام عن الدورة ,فكشفت ان الدورة شهدت 8 أمسيات شعرية بمشاركة 104 شعراء منهم 43 شاعرا تونسيّا و32 شاعرا ضيفا و16 شاعرا شعبيّا و16 شاعرا في منابر الحوار وهي أربعة منابر تناولت قضايا الشعر والترجمة وما يتّصل بهما. وتوقفت في كلمتها عند جديد الدورة المتمثل في الحقائب الشعرية بالتعاون مع كلية منوبة من خلال الأستاذ الحبيب صالحة، منوهة بدعم وزارة الشؤون الثقافية واتحاد الكتاب التونسيين والمؤسسات الوطنية التي لم تبخل على الأيام بالتشجيع والدعم والكلمة الطيبة . وحيت مديرة المهرجان الشعراء العرب الذي ساهموا في القراءات الشعرية وعددهم 32 شاعرا من عديد الدول العربية، دون ان تنسى الحضور المتوهج للشعر الشعبي من خلال امسيتين شهدتا حضورا جماهيريا كبيرا، كما توقفت في كلمتها عند اقسام الأيام المتمثلة في "قناديل" والتي شهدت حضورا ملفتا لنوادي الشعر في دور الثقافة والجمعيات الشعرية الى جانب قسم "عشاق الشعر" والذي شهد مشاركة تلاميذ وطلبة في تأثيث هذا القسم من خلال قراءات شعرية بكل لغات العالم. وأوضحت السيدة جميلة الماجري انه من المبادئ الأساسية للدورة الثانية لأيام قرطاج الشعرية،ان كل شاعر شارك في احدى الامسيات في الدورة الماضية ' لا تحق له المشاركة في دورة هذا العام ' وانه بهذا التمشي تم الاحتفاء وتمكين شعراء لم يقرؤوا في الدورة الماضية من فرصة الصعود على ركح الأيام في هذه الدورة ', وان من لم يتمكن من ذلك في الدورتين سينال حظه في قادم الدورات على اعتبار ان أيام قرطاج الشعرية هي مكسب لكل الشعراء دون استثناء ولا اقصاء شريطة توفر النص الجيد. الأيام تنتج الموسيقى سيحفظ التاريخ للدورة الثانية لأيام قرطاج الشعرية اقتحامها تجربة الإنتاج الموسيقى من خلال تلحين قصائد وتقديمها بين سهرتي الافتتاح والاختتام، وهي بادرة نوه بها كل المشاركين حيث كان الموعد في سهرة الافتتاح مع قصيدين تولى تلحينهما المايسترو عبد الرحمان العيادي للشاعر الخالد منور صمادح والشاعر الاماراتي محمد عبد الله البريكي مدير بيت الشعر بالشارقة، في حين شهد حفل الاختتام تقديم قصيد " زيتونة" للشاعرة اللبنانية علا خضار 'الى جانب جولة طربية في الالحان والطبوع التونسية للفنان شكري عمر صفق لها الجمهور بحرارة , كما شهد الجانب الموسيقى لوحات راقصة جمعت بين المتعة الفنية والابتكار والتناسق لفراشات مبدعات من وراء البحار في تأطير واعداد ل "اينا بوشناق" شريط وثائقي تم في السهرة بث شريط وثائقي، تضمن استعراضا لمختلف أنشطة الدورة المتنوعة والتي توزعت في مدينة الثقافة على قاعة صوفي القلي وقاعة المحاضرات بمعهد تونس للترجمة وقاعة عمر الخليفي. ألق شعري عربي وشهدت سهرة الاختتام للأيام في جانب كبير منها سفرا في الكون والقضايا العربية الحارقة والحياة في اجل وأبهى مظاهرها والعاطفة الجياشة والحب الازلي لشعراء عرب هم قامات شامخة في هذا المتن الإبداعي –علاء عبد الهادي " مصر"-يوسف عبد العزيز" الأردن" –ساجدة الموسوي" العراق" متوكل طه نزال " فلسطين" –محمد إبراهيم يعقوب" السعودية" عارف الساعدي " العراق" –ابتهال تريتر " السودان " ومن تونس الشاعر عرادي نصري . ولم تغفل الهيئة المديرة لأيام قرطاج الشعرية تكريم المشاركين في سهرة الاختتام الى جانب المنظمات والجمعيات التي كان حضورها فاعلا في الدورة على غرار المؤسسة الوطنية لتنمية التظاهرات الثقافية والفنية والمهرجانات بإدارة الأستاذ محمدالهادي الجويني و اتحاد الكتاب التونسيين من خلال رئيسه الشاعر صلاح الدين الحمادي، وكان الموعد في ذات الوقت مع تتويج الفائزين في المسابقا ت الثلاثة للدورة جوائز الأيام أعلنت لجنة تحكيم مسابقات الأيام المتركبة من الدكاترة عبد السلام العيساوي ومحمد القاضي وفتحي النصري عن جوائز الدورة * جائزة "منور صمادح «للشعر - مناصفة بين الشاعرة سلوى الرابحي والشاعر محمد العربي * جائزة العمل الشعري البكر -الشاعر منير العليمي * جائزة المخطوط الشعري الأول للشعراء الشبان -الشاعرة رجاء عمار والجدير بالملاحظة ان دورة العام الماضي حملت الجائزة الكبرى اسم الشاعر الكبير الخالد جعفر ماجد وحصل عليها مناصفة الشاعران المنصف الوهايبي ويوسف رزوقة