بَعد أن كانت نَسيا مَنسيا تَعود «السُوبر» التونسية اليوم إلى الواجهة بفضل «العَصا السّحرية» للجريء الذي أحياها وسَاعدها على «الحَرقة» إلى الإمارة القطرية لتحصل على شهادة ميلاد جديدة في دولة تملك «البترودولار» ولها القُدرة على وضع مِلعقة من ذهب في أفواه أبنائها الأصليين وحتى «المُجنّسين» والمُناشدين لها طَمعا وجَشعا كما فعل معلول عندما استغلّ منتخب بلاده الأم لتلميع صُورة «بلده الثاني» عبر تلك الرّحلة «المَشبوهة» إلى «الدّوحة» (وإن كُنت ناسي أفكرك). اليوم تعود الكأس المُمتازة من كُتب التاريخ لتظهر في الملاعب القطرية وتُسعد الجَالية التونسية البَاحثة هُناك عن «الخُبزة» دون أن تَتنكّر يوما للخَضراء حتّى وإن جَار عليها الزّمان و»سَرق» منها «أولاد الحلال» طيور «الحبَارى» و»الغِزلان». وقد تَتضاعف أطماع هؤلاء ل «السّطو» على الكرة بمُباركة وديع الذي باع لقب «السُوبر» بدراهم معدودة وقد لا تكفي لتسديد أتعاب المُحامي الذي سيترافع عن الجامعة في قضية الشركة الوَهمية التي «تَحاليت» على جَماعتنا المصدومين لتعاقدهم مع مُؤسسة قطرية اتّضح أنها فقيرة الحَال بل «تَحت الصّفر». اليوم يُفْرجُ عن هذه الكأس بكفالة لتصنع الفَرحة في قطر وتُصدّر الفُرجة إلى تونس حيث تَنتظر الجماهير الرياضية قمّة «استعراضية» بين الترجيين و»البِنزرتية». ومن المُؤكد أن الناديين ليسا في حاجة إلى من يُذكّرهما بأهمية اللّعب الجَميل وتكريس الروح الرياضية خاصّة أن هذه المواجهة ستدور خارج الحدود التونسية ما يضع على عَاتق الجمعيتين مسؤولية تاريخية لتقديم صُورة مقبولة عن بلادنا وليس عن كُرتنا التي ستظل سُمعتها في الطين حتى وإن أنفق صَاحبها كلّ المليارات والدُولارات المُتأتية من «الفِيفا» وشُيوخ قطر ل»تَبييض» «مَنظومته» الفَاسدة بمعية «المَاكينة» الإعلامية والمسؤولين المُناشدين صَباحا مساءً وخاصّة يوم الاثنين. والأمل كلّه أن يؤكد شيخ الأندية و»قِرش الشّمال» أن مدرستي طارق وبن دُولات بخير ويُثبتا للجميع أن تونس «لابَاس» ولم ولن تَبلغ مرحلة «تحت الصّفر» كما قد يَتوهّم البعض وفيهم للأسف الشَقيق والصَّديق. وتبدو كلّ الشروط مُتوفّرة لتكون الصّورة جميلة والمُباراة مُثيرة خاصّة أن هذه الكأس ستجمع بين اثنين من أهمّ وأضخم القِلاع الكروية في الجمهورية التونسية التي تراهن منتخباتها الوطنية من عقود طويلة على المواهب المتخرّجة من «بَاب سويقة» وعاصمة الجَلاء. وبالتوازي مع الثِقل التاريخي للناديين المُتنازعين على «السُوبر» العائد من رفوف النِسيان هُناك عدة مُعطيات ومُؤشرات تُوحي بأن هذه القمّة قد تبلغ أعلى مُستويات الإثارة. ومن المعروف أن الترجي تلقى لتوّه صَفعة قَوية على يد الرجاء في «السُوبر» الإفريقي وهو ما أفرز غضبا عَارما امتدّت نِيرانه من العاصمة التونسية إلى «الدّوحة» القطرية التي يُريد فريق الشعباني مُغادرتها حَاملا «السُوبر» المحلي أملا في مُصالحة الجماهير «الثائرة». ولاشك في أن أبناء الشعباني يَعلمون عين اليقين بأن الفوز على «البِنزرتية» هو السبيل الوحيد للإفلات من جَحيم الإنتقادات وهذا ما سيجعل شيخ الأندية ينزل في لقاء اليوم بثِقله للقبض على هذه الكأس التي من شأنها أن تُساعد الأحباء على تجاوز «كَابوس» الرجاء وترميم المعنويات قبل أيام معدودة من الرحلة المُرتقبة إلى قسنطينة في نِطاق مُنافسات رابطة الأبطال. ومن جَانبه، أظهر النادي البنزرتي مُؤهلات عريضة في الموسم الحَالي وتبدو حظوظه كبيرة للعودة من قطر بكأس «السُوبر» التي طلبت لوحدها الودّ من «قرش الشّمال» المُستفيد من «مُقاطعة» الإفريقي و»مُعارضة» النجم للمُشاركة في هذه المسابقة المحلية والتي من المفروض أن تجمع بين بطل تونس وحَامل الكأس (مِثلما هو معمول به في سَائر بلدان العَالم). السعيداني كانت له رُؤية مُغايرة وطريفة لهذه المَسألة التنظيمية بما أنه يَعتبر مُشاركة فريق منتصر في «السُوبر» التونسية تجسيدا ل»العدالة الكروية». والثَّابت أن «البنزرتية» لم يتحوّلوا إلى الإمارة القطرية في سبيل السّياحة إنما للمُراهنة على اللقب من أجل عيون الأنصار ومن باب الوفاء لتاريخ الجمعية التي لها بَاع وذراع في البُطولات والكؤوس ويكفي التَذكير بأمجاد الثَمانينيات مع الجيل الذهبي لعلمية وبُورشادة وبن دولات وشلوف... وغيرهم. دقيقة صَمت لا يُمكننا المُرور على لقاء «السُوبر» دون الوقوف دقيقة صَمت ترحّما وإجلالا لروح المُشجّعة الشهيرة للنادي البنزرتي بَهيجة التي أفنت عُمرها في مساندة الجمعية. وقد تحوّلت فقيدة «البنزرتية» إلى ظاهرة مُميّزة نالت إعجاب الناس من سَجنان إلى تطاوين. وألف رحمة ونور على روح كلّ محب مُخلص لناديه كما هو شأن الخَالة بهيجة التي كانت بألف مُشجّع. البرنامج: كأس ال«سُوبر» التونسي في قطر (ملعب الدحيل / س17): النادي البنزرتي - الترجي الرياضي طاقم التحكيم حكم الساحة: يوسف السرايري المساعدان: أنور هميلة وأيمن اسماعيل حكم رابع: سليم بلخواص حكما خط: صادق السالمي وهيثم قيراط ملاحظة: في صورة التعادل يقع الالتجاء مباشرة إلى ركلات الترجيح