من كان يُريد «السُوبر» الإفريقي فقد أخذه الرجاء وعاد به إلى الدار البيضاء ومن تعلّق قلبه بالترجي فإنه سيطوي على مَضض هذه الصفحة السوداء ويكون اليوم خلف جمعيته بمناسبة الكأس المُمتازة ضدّ بنزرت والتي ستحتضنها أيضا قطر. هكذا تَفاعل شقّ من أنصار الترجي الداعين إلى نسيان لقاء الرجاء لأنه أصبح في قبضة التاريخ ويبدو أن مِثل هذه الدعوات تعكس الحب الشديد للفريق وتؤكد الوعي الكبير للأحباء العارفين بأن ناديهم أهداهم الكثير من الألقاب والأفراح ومن المستحيل أن يبقى بصفة دائمة فوق منصّة التتويجات ولا مفرّ من حدوث بعض الإخفاقات. أفضل دواء رغم قَساوة الهزيمة أمام الرجاء فإن أحباء الترجي في «الدّوحة» القطرية قدّموا درسا بليغا وربّما «تاريخيا» في الوفاء للأزياء الذهبية. ولا أحد كان يتوقّع أن تلتزم خلية أحباء النادي في الإمارة القطرية بتنظيم مِثل ذلك المهرجان الإحتفالي بعد 24 ساعة فحسب من ضياع «السُوبر» الإفريقي. وقد ردّد المنظّمون الشعار التالي: «خِيرك سابق يا الترجي» في إشارة إلى أن الجمعية دأبت على تحقيق التتويجات وصناعة المسرّات ومن حقها أن تتعثّر في بعض المُناسبات وفي مثل هذه الحالات تزيد القلوب تعلّقا بالأزياء الذهبية. هذا وتمكّن «ترجيو» قطر من إقامة حفل ضخم ليلة أمس الأول وقد كان الحضور مُميّزا بما أن طاولة الضيوف جمعت حمدي المدب ورياض بالنور ووليد العارم وطارق ذياب وعبد الكريم بوشوشة وأيضا نبيل معلول الذي ظهر في احتفالات مدينة الثقافة وأيضا في «كرنفال» قطر وهو ما يَعتبره البعض حدثا عاديا بما أنه ابن الجمعية في الوقت الذي يفتح فيه البعض الآخر باب التَخمينات من قبيل امكانية رجوعه إلى الفريق لا كمشجّع وإنما كمدرب. طارق «يَجنقل» يَبقى طارق أحد أشهر وأكبر «النجوم» الترجية على مرّ العصور وقد كان من الطبيعي أن «يسرق» الرجل الأضواء في الحفلة الترجية على الأراضي القطرية. وقد اعترف طارق على الملأ بأفضال الترجي مُعتبرا أن النجاحات التي حقّقها كلاعب والمناصب الرفيعة التي بلغها كمحلّل وكوزير ما كان له أن يحلم بها لولا تقمّصه للأزياء الذهبية. ولم يُفوّت طارق ذياب فرصة الصعود على رُكح «المهرجان» دون أن يتوجّه بجملة من الرسائل السّاخرة خاصّة عندما تحدث عن الأشخاص الذين احتفلوا بهزيمة الترجي على يد الرجاء وقد وجد خطاب طارق تفاعلا كبيرا من الحَاضرين الذين استحسنوا «تَجنقيلة» صانع ألعابهم السابق بعد أن أكد بأنه من الجيّد أن يُسعد الترجي جماهيره الغفيرة عند الإنتصارات والتتويجات ويَبعث في الوقت نفسه الفرحة في صفوف «النبّارة» عندما يتلقّى هزيمة ما. هذا ودافع طارق عن زميله في «البي .آن .سبور» حاتم الطرابلسي مُعتبرا أنه شخص جيّد ويبدو أن طارق أراد «حِماية» حاتم من غضب «المكشخين» الذين يضعون النجم السابق ل»أجاكس» وبطل إفريقيا عام 2004 في «القائمة السوداء» للمحللين الفنيين وذلك على خلفية تصريحه الغريب لحظة تتويج الفريق برابطة الأبطال حيث وجد حاتم الجرأة ليقول إنه «لا يملك أيّ سبب يجعله يشعر بالفرح لفوز الترجي بالتاج القاري» وهو موقف أثار حفيظة الجميع خاصة أن الأمر يتعلّق بمكسب خارجي لا بإحدى البطولات والكؤوس التي يُنظّمها الجريء. غموض كبير رغم عُمق الجرح الذي خلّفته هزيمة الرجاء فإن الترجي أظهر تماسكا كبيرا وأكد الشعباني جَاهزية ناديه لتعويض هذه الخيبة من بوّابة «السُوبر» التونسي أمام بنزرت. وقد اختار الإطار الفني فرض «الويكلو» بحثا عن أعلى درجات التركيز. أمّا بخصوص الخيارات الفنية لمواجهة اليوم أمام النادي البنزرتي فإنها اتّسمت بالغموض خاصة أن الإطار الفني مُتردّد بين إحداث تغييرات جذرية في تشكيلته أوالإكتفاء بتعديلات جُزئية. ويدرس الشعباني امكانية المراهنة على بن شريفية في الشباك مع تجديد الثقة في الذوادي واليعقوبي والمباركي وبن محمّد في الدفاع. أمّا في خطي الوسط والهجوم فإن مدرب الترجي قد يعتمد على «كوم» و»كوليبالي» والبلايلي والبدري والهوني (أوبقير) والخنيسي. وتبقى هذه المُعطيات مجرّد توقعات بما أن خيارات الشعباني قد لا تتّضح إلا في اللحظات الأخيرة بسبب الضغوطات التي يعيشها المدرب العارف حاتما بأن الهزيمة ممنوعة في لقاء اليوم حتى يُنقذ نفسه من غضب الجمهور. الجدير بالذّكر أن اللقاء وقع نقله من ملعب «الغرّافة» إلى ميدان «الدحيل» ومن المُقرّر أن يظهر الترجي بأزيائه الصفراء والحمراء تنفيذا للإتّفاقيات الحاصلة في الإجتماع الفني لمقابلة «السُوبر».