مازالت قضية الإطاحة بشبكة التجسس في تونس و تورط الخبير الأممي منصف قرطاس تكشف عن أسرارها. حيث تمكنت الفرق المختصة من حجز جهاز تنصت حديث يمنع استخدامه في جميع دول العالم كلفته حوالي مليار ونصف ... تونس الشروق: «الشروق « تنشر تفاصيل جديدة وأسرارا تكشف لأول مرة حول قضية التجسس الأخطر في تونس و التي من شأنها المساس بالأمن القومي و ضرب المصالح الوطنية . علمت «الشروق» من مصدر أمني مطلع أن السلطات الأمنية المختصة قامت مؤخرا بحجز جهاز تنصت حديث كانت تستعمله شبكة التجسس التي تمت الإطاحة بها و التي اعتقل فيها الخبير الأممي منصف قرطاس رفقة مواطن تونسي آخر يعمل بسفارة أجنبية في تونس بتهمة التجسس و التعامل مع جهات أجنبية. وبخصوص خطورة جهاز التنصت أكد مصدرنا أن هذا الجهاز يعد من الأجهزة المحظورة التي يمنع استخدامها داخل التراب التونسي. ويعرف باسم «IMSI catcher «. ومهمته رصد المكالمات الهاتفية المرغوب فيها والتنصت عليها. ويمنع استخدامه في مختلف دول العالم. وهو جهاز مراقبة نقال يمكن حمله إلى أي مكان يتواجد فيه الهدف. و لا يزيد حجم هذا الجهاز عن حقيبة الملابس. حيث يمكن أن تكون جالسا في مكان عام وبمجرد أن يشغل جهاز IMSI Catcher» يقوم الجهاز بالتنصت على هاتفك و على عدد من الهواتف الأخرى القريبة من هاتفك بحيث يصبح جزءا لا يتجزأ من المنظومة. وأضاف محدثنا أنه ما إن تتم عملية التنصت حتى يصبح بإمكان مشغل الجهاز أي الجاسوس تعقب تحركاتك ومراقبة رسائلك وسماع مكالماتك الهاتفية. بل حتى استهدافك برسائل زائفة مصدرها هواتف أصدقائك و معارفك. وفي نفس السياق أكد مصدر «الشروق» أن هذه أجهزة تعد من الأجهزة القوية التي تستعملها أجهزة المخابرات الأمنية. حيث أن لها قدرة على اعتراض المكالمات وتسجيل المحادثات وكذلك التدخل في الاتصالات التي تجري بين الهدف الذي يتم التجسس عليه والآخرين مضيفا أنه يمنع استعماله في أغلبية دول العالم. ففي فرنسا مثلا يعاقب كل مستخدم لجهاز التنصت « IMSI catcher» دون الحصول على إذن قضائي الى عقوبة بالسجن مدة 5 سنوات بالإضافة الى خطية مالية تقدر ب 300 ألف أورو . و بالإضافة الى حجز هذا الجهاز الخطير تمكنت الوحدات المختصة من حجز وثائق سرية و شديدة الخطورة حول شخصيات سياسية ووطنية معروفة. كما تم حجز وثائق أمنية من شأنها أن تمس بالأمن القومي .وتهدد سلامة عدة شخصيات وطنية تونسية. و يذكر أن السلطات التونسية كانت قد ألقت القبض على منصف قرطاس التونسي الجنسية والخبير الأممي في الحوكمة الأمنية وعضو مجموعة خبراء لجنة العقوبات على ليبيا لدى وصوله الى تونس قادما من روما يوم الثلاثاء 26 مارس الفارط بتهمة التجسس والتخابر مع جهات أجنبية. كما تم القبض أيضا على مواطن تونسي آخر يعمل في إحدى السفارات الأجنبية بتونس. ويعمل ضمن شبكة التجسس التي أطاحت بها الوحدات الأمنية . جهاز «IMSI catcher» يبلغ سعره حوالي نصف مليار دولار يستعمل لدى أجهزة الاستخبارات يعاقب بالسحن 5 سنوات من يمتلكه في فرنسا