مع تراجع المقدرة الشرائية للمواطن وارتفاع الأسعار الذي طالت نيرانها كل المواد تقريبا، حتى تكاد تصل ثمن الاكسيجين الذي نتنفسه، اصبح الوضع المادي لدى التونسيين لا يطاق. ويبدو أن موجة غلاء الاسعار قد تحولت إلى داء مزمن طال الخضر والغلال وجميع المواد الاستهلاكية، حتى أن سعر "الشكشوكة" أو العجة يكاد يوازي سعر اللحوم قبل سنوات. ومع اقتراب شهر الصيام يكثر المتاجرون بالبطون والمستغلون للمناسبات الاستهلاكية وهو ما يجعل من مسألة مقاومة الاحتكار أسابيع قبل رمضان موضوعا اساسيا، يحتاج إلى الكثير من الجدية في العمل والتطبيق لا الشعارات الرنانة، لعل التونسي يحافظ على نكهة شهر الصيام، شهر من المفروض أنه يجمع العائلة ويربط صلة الود بينها. اليوم المقدرة الشرائية للمواطن تعاني.. وطاقة الشحن "تقارب من النفاذ"، والتونسي يحتاج إلى فسحة أمل وثقة في قدرة المسؤولين على تطويق الاسعار فالمسألة هي تتعلق بالإرادة. فهل ينجح المسؤولون قبل رمضان في إعادة الثقة للمواطن في قدرة الدولة وأجهزتها في القضاء على السماسرة وتطويق الأسعار؟ مواطن شعاره اليوم "الرجاء إعادة الشحن"...