بقلم : محمد حلمي: رئيس تحرير جريدة الصحوة العربية منذ أن تولى الرئىس زين العابدين بن علي مسؤولية الحكم في تونس بعد تغيير السابع من نوفمبر 1987 وهو حريص على أن تتخذ تونس موقفا واضحا منددا بالإرهاب وخاصة وهي بلاد عرفت باعتدالها ورصانتها في تناول القضايا العربية والدولية والإقليمية واشتهرت بتغليب العقل والعقلانية في مواقفها من هذه القضايا. وحينما تعلن تونس بن علي نبذها للإرهاب كوسيلة للعمل السياسي خاصة مع المستجدات العالمية الأخيرة فإنها تنطلق من خلال ذلك من إيمان راسخ بأن التطرف لا يخدم أية قضية وإن منطق العنف لا يولد إلا العنف في دوامة لا تعرف لها نهاية وفي حركة عنوانها التخلف والجذب إلى الوراء بدلا من التقدم لذلك كانت الدولة التونسية دوما إلى جانب الحلول السلمية والتوافقية. ومع وقوف تونس بن علي بوضوح واقتناع ضد التطرف والإرهاب على المستوى الداخلي والخارجي فإنها تذهب إزاء هذه الظاهرة إلى أبعد من التنديد متعمقة في تحليل أسبابها وجذورها ومطالبة العالم بأن يعي جيدا خلفيات الإرهاب والاقتناع بأن القضاء على الإرهاب لا يكون فقط بمقاومة مظاهره بل بالقضاء على مصادره الرئيسية، وسد منابعه أيضا بعد دراسة الأسباب التي ساعدت على ظهوره وتفاقمه وفي هذا الصدد يمكن ان نعتبر تونس مثالا ونموذجا في الوقاية من التطرف الحامل لبذور الإرهاب والذي كان قبل السابع من نوفمبر 1987 على وشك جر تونس إلى الحرب الأهلية ومتاهات العنف بين أبناء الوطن الواحد. وجاء رد الرئىس «زين العابدين بن علي» على هذا الوضع المهدد بالانفجار بوضع سياسة شاملة متكاملة أدت بصورة مباشرة إلى القضاء على الظروف التي تسببت في تفريخ التطرف في بعض البيئات أو لدى بعض الفئات في المجتمع وكانت العناية بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبيئات والمناطق المحرومة من أولى الأولويات في هذا المضمار شعورا من «صانع التغيير» كما يطلقون على بن علي في تونس بأن الفقر واتساع الفوارق بين فئات الشعب التونسي يمكن أن يشكل مدخلا مناسبا لدعاة التطرف يتسربون من خلاله إلى الفئات المحتاجة لإثارة النقمة فيها ودفعها إلى الكراهية واستدراج بعض عناصرها إلى العنف والإرهاب. لذلك عمد الرئىس زين العابدين بعد وصوله للحكم إلى التركيز على الجوانب الاجتماعية بحيث تكون عائدات التنمية الاقتصادية موزعة على الجميع في نطاق أكبر قدر ممكن من العدالة ويوظف جانبا مهما منها في الخدمات الاجتماعية من سكن وتعليم وصحة وتغطية اجتماعية. وإذا كانت تونس تنعم اليوم بأجواء ملؤها الاستقرار والأمن والطمأنينة فلأن رئيسها عرف كيف يتعامل مع ظاهرة التطرف وذلك باستعمال استراتيجية اجتماعية وسياسية جففت ينابيعه وعزلت رعاته وجعلت من تونس دولة يطيب العيش فيها بشهادة كل زائريها. وأصبح المواطن التونسي يفخر بأن الرئىس زين العابدين بن علي صانع النهضة الحديثة في تونس في جميع المجالات سياسيا واقتصاديا ورياضيا واجتماعيا وهذا سر تمسك الشعب بقائده والتفاف الجماهير التونسية حول زين العابدين الذي جعل تونس في طليعة الأمة العربية وجعلت المرأة العربية تتطلع إلى أن تحظى بم حظت به المرأة التونسية من حقوق وواجبات أصبحت نموذجا فريدا للمرأة العربية وهذا كله سر تمسك الشعب التونسي بزعيمه وإصراره على مبايعة الرئىس زين العابدين الذي وعد فأوفى وحقا إنه زعيم أخلص لشعبه فأخلص الشعب له... وهنيئا للمرأة التونسية التي أصبحت شريكا فعالا في المجتمع التونسي العظيم.