الخرطوم (وكالات) كشفت أمس تقارير سودانية أن منعطفا جديدا بدأ يلوح في الأفق ويوحي باحتمال تكرار السيناريو الجزائري في السودان خاصة بعد مقتل جندي سوداني وهو يدافع عن المعتصمين. وقالت مصادر سودانية إن الجيش السوداني بدأ بالفعل يجري نقاشات داخلية حول مصير البشير، لكن ليس ثمة ما يشير إلى أن المؤسسة العسكرية ستقف في صف المحتجين. وكانت قيادة الجيش في الجزائر قد اصطفت في البداية مع النظام قبل أن تتراجع وتعلن دعمها للحراك الشعبي ثم انتقلت بعدها إلى دعوة صريحة وشديدة اللهجة طالبت فيها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالاستقالة وبادر الأخير بعد تلك الدعوة بقليل بإعلان استقالته. وفي سياق متصل واصل أمس الثلاثاء الاف السودانيين احتجاجهم للمطالبة بتنحي الرئيس السوداني عمر البشير، فيما ذكرت مصادر طبية أن أحد أفراد الجيش السوداني لقي مصرعه متأثراً بإصابته بعيار ناري في تبادل إطلاق النار بين أفراد من الجيش وقوات أمنية، اعتدت أمس الاول على المعتصمين في محيط مقر الجيش منذ ثلاثة أيام. وقتلت قوات أمنية في مكان آخر محتجاً في جنوبالخرطوم، ما جعل أعداد قتلى الاعتصام المستمر في البلاد منذ السبت الماضي ترتفع إلى 8 قتلى، إضافة إلى عشرات الجرحى والمصابين. وفي احدث تطور في السودان ، انضم نحو 15 عسكريا بينهم ضباط بالزي العسكري وبحوزتهم أسلحتهم، امس الثلاثاء، إلى صفوف المتظاهرين قرب مباني القيادة الجوية في السودان ورددوا هتافات بإسقاط النظام. ومن جهتها قالت لجنة الأطباء المركزية، في بيان على صفحتها على موقع التواصل «فيسبوك»، إن سامي شيخ الدين، وهو أحد «منسوبي قوات الشعب المسلحة» توفي أمس «متأثراً بجراحه أثناء محاولة الدفاع عن المعتصمين» في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن. في غضون ذلك، قال شهود عيان إن ملايين المحتجين توافدوا مجدداً بأعداد أكبر على منطقة الاعتصام وغطوا مساحة يقدر طولها بأكثر من 6 كيلومترات، في مشهد غير مسبوق في تاريخ السودان، تتجاوز فيه أعداد المنضمين للاحتجاج أرقامها السابقة كل يوم. وشهد شارع «النيل» أحد أهم وأكبر شوارع الخرطوم ويمر بمحاذاة القصر الرئاسي، مظاهرات على السيارات التي تسير بسرعات بطيئة، ويهتف من بداخلها، رافعين علم السودان، «حرية سلام وعدالة الثورة خيار الشعب، جيش واحد شعب واحد»، وغيرها من هتافات الانتفاضة السودانية.