قال مسعفون وأقارب بعض القتلى إن ستة محتجين قتلوا أمس الأربعاء في اشتباكات مع قوات الامن خلال مظاهرات مناهضة للحكومة السودانية دخلت يومها الثالث للاحتجاج على رفع الدعم عن أسعار الوقود. وأشعل محتجون في العاصمة الخرطوم النار في سيارات ومحطات بنزين ورشقوا الشرطة بالحجارة فردت باستخدام الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق أكبر مظاهرة غاضبة من حكم الرئيس عمر حسن البشير منذ اكثر من عام. وعطلت شبكة الانترنت في جميع أرجاء السودان بعد أن بدأ النشطاء يتبادلون صور الاحتجاجات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. وظلت المتاجر مغلقة معظم اليوم واصطفت طوابير طويلة عند محطات البنزين في الخرطوم وكانت هناك 60 سيارة تنتظر أمام محطة. ومنع حريق ضخم الحركة على أحد محاور المرور المهمة في العاصمة. وتفادى البشير إلى الآن انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن وادت الى حرب اهلية في سوريا لكن الغضب الشعبي في تصاعد بسبب الفساد والتضخم وانفجر فيما يبدو بعد أن ارتفعت صباح يوم الاثنين أسعار البنزين وغاز الطهي إلى الضعفين تقريبا. وكان البشير قال يوم الاحد انه سيتم رفع الدعم المتبقي لأسعار الوقود. وأفاد أقارب ومسعفون أن القتلى سقطوا في اشتباكات في أنحاء مختلفة من العاصمة. وتصاعد العديد من أعمدة الدخان الأسود فوق الخرطوم. وردد المحتجون هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي ميز انتفاضات الربيع العربي ورددوا أيضا هتافات مناهضة للغلاء. وقال شهود إن متظاهرين أشعلوا النار في مبنى جامعي وعدة محطات بنزين وأغلقوا الطريق الرئيسي المؤدي للمطار قرب فندق روتانا الفخم الذي يرتاده الدبلوماسيون ورجال الأعمال وأشعلوا النار في عدة سيارات في ساحة انتظار. ورأى مراسل لرويترز الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين فيما هرع مئات من الضباط ورجال الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية والمسلحين بالبنادق أو الهراوات الى وسط المدينة. وتمركز آخرون على أسطح المباني الحكومية. واعتقل رجال الامن نحو 20 محتجا واقتادوهم في شاحنات صغيرة. ولم يحتشد في كثير من الاحتجاجات التي خرجت اليوم في انحاء العاصمة سوى بضع عشرات أو مئات في اقصى تقدير وجرى تفريقهم بعد فترة قصيرة مما يجعل من الصعب تكوين فكرة دقيقة عن عدد المشاركين. لكن من المرجح أن يكون العدد الإجمالي في الخرطوم بالآلاف وخرجت مظاهرات أيضا في مدينة بورسودان الساحلية المطلة على البحر الأحمر.