تذمرت مربيات النحل بأرياف الكاف من التهديدات التي يتعرض لها القطاع. وطالبن الجهات المعنية بالتدخل للحد من انقراض الخلايا بسبب الصعوبات المادية و تجاهل المصالح المعنية. الكاف الشروق: فاطمة الماجري تقطن في منطقة جبلية تسمى بوصليعة بالسرس ، بدت مستاءة جراء الخسائر التي تكبدتها بعد أن طورت مشروعها المتمثل في تربية النحل من خليتين إلى 45 خلية . وبعد أن فرطت في مختلف أنشطتها الفلاحية الموازية للاعتناء بمشروع موحد محققة أرباحا هامة و مساهمة إيجابية في دعم السوق المحلية بمادة العسل الطبيعي و البيولوجي و ما تقوم عليه من مواصفات صحية عالية إلا أن تساقط كميات هامة من الثلوج في هذه المنطقة الجبلية أثر سلبا على الخلايا. و أدى إلى إتلافها بالكامل لتجد نفسها بلا مورد رزق و ذلك لعدم توفر الدعم اللازم لحماية الخلايا وتربيتها في فضاء مغطى يحميها من الثلوج . ومن جهتها أضافت خيرة الجمعي أن غياب الدعم والإرشاد وطبيب بيطري قار و مجمع قار لفلاحات تربية النحل وانتشار الأدوية المضادة أثر سلبا على الخلايا و جعل عددها يتراجع من موسم إلى آخر إلى أن بقيت تشتغل حاليا على خليتين من 25 خلية مما أفقدها حرفاءها. و ساهم في تدهور مستوى عيشها. مزيد من الدعم وطالبت ثريا الجمعي المصالح الفلاحية بزيارة المشروع و تجميع المربيات البالغ عددهن حوالي 100 مربية بمختلف المناطق الجبلية ودعمهن و توفير سبل الإرشاد لحماية الخلايا و المحافظة عليها. كما طالبت أيضا مصالح المرأة بدعمها دون شروط أو قيود لاسيما إقبالها على النشاط دون إكراهات. أما شادلية البولعابي فقد أبدت استياء كبيرا من تدخل أحد المهندسين الفلاحيين خلال فصل الخريف وطلبه من مربيات النحل تحويل الخلايا إلى جهة باجة في مكان تتوفر به شجرة « الكالبتوس» إلا أن خطأ في الإرشاد و استعمال الأدوية أدى إلى إتلاف الآلاف منها لتعود الفلاحات إلى جهة الكاف بلا مورد رزق بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في شراء الخلايا بقيمة 400 دينار للخلية الواحدة وتكلفة الأدوية و النقل و الحراسة. المصالح الفلاحية توضح «الشروق» اتصلت بحسين البريني المدير الجهوي لديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بالدهماني فأفادنا أن الديوان نظم 3 دورات تكوينية لفائدة 20 باعثة مشروع في تربية النحل بمجمع الرقي بنبر و دورة لفائدة 20 باعثة بعين بابوش بتاجروين و 20 باعثة بمجمع الحميمة بقلعة سنان و ذلك بالتعاون مع « قرين الكاف». ولتحسين جودة الإنتاج وتثمينه تم بعث مشروعين نموذجيين لإنتاج العسل البيولوجي ب»سركونة» بنبر و العلاوة بالدهماني ، بما يتطلب اتقانا في العمل. ولا يقتصر على أهمية النحل في إنتاج العسل و"الشمع" وحبوب اللقاح. بل يتعدى إلى معرفة هذه الحشرات التي تلعب دورا هاما في إخصاب النباتات. ويجب على الفلاح المحافظة على هذا النشاط بتجنب الأدوية المضادة في المزارع المجاورة أو تحويل خلايا النحل إلى مناطق تعرف بكثرة الإزهار لاسيما بولاية نابل في حقول القوارص و خاصة البرتقال ثم البحث عن مرعى تتوفر فيه نبتة الزعتر و الإكليل خلال فصل الصيف. وإن أكد البريني على تضرر المناحل التقليدية من الثلوج وانخفاض درجات الحرارة فقد دعا كل المربين إلى الاتصال بالديوان لتسجيل أسمائهم و مناطق الإنتاج حتى يتم تأطيرهم و مساعدتهم على تلقي تكوين في الغرض بمركز المريسة بسليمان . كما توقع أن يشهد الموسم الحالي نقلة نوعية في التفريخ بنوعيه الطبيعي و الاصطناعي وذلك لتوفر المرعى بمعدل جملي للخلايا العصرية يصل إلى 2500 خلية وعدد جملي للمربين يصل إلى 800 منتفع بعد أن كان 285 في 2014 بمعدل إنتاج يصل إلى 8 كيلوغرام للخلية الواحدة وحوالي 80 أو 90 كيلوغرام للمربي الواحد و ذلك بعد تكوين المربي ومدى تطبيقه للشروط الفنية في تربية النحل . و نظرا الى تزايد الإقبال على القطاع فقد دعا البريني كافة المربين بمختلف المناطق الجبلية و غيرها إلى الانضواء في مجامع فلاحية بما ييسر عملية الاتصال الميداني بهم و تقديم الدعم المادي والفني حسب الإمكانيات المتاحة لدى مصالح الديوان وغيره.