كشف مسؤولون أمريكيون ان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أمر بتصعيد الهجمات العسكرية على عدة مدن عراقية في اطار خطة لجيش الاحتلال باجتياح ما يسميه بالمدن المتمردة التي تضم عددا كبيرا من رجال المقاومة. وأشار تقرير استخباراتي الى ان حكومة علاوي «نصحت» جيش الاحتلال الأمريكي بتأجيل اجتياح الفلوجة والبدء بسامراء وبعقوبة. ونفّذ جيش الاحتلال الامريكي قبل أيام عملية عسكرية واسعة ضد مدينة سامراء بحجة ملاحقة عناصر المقاومة وارساء الأمن قبل حلول موعد الانتخابات بينما لم تتوقف الغارات على مدينة الفلوجة دون المجازفة باقتحامها. مدن... «متمردة»! وقالت مصادر خاصة في بغداد إن قيادة القوات الأمريكية تلقت أوامر مباشرة من وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بتصعيد هجماتها على عدد من المدن التي يسميها الجيش الامريكي بالمدن المتمردة. وأضافت المصادر ان الأوامر الجديدة تهدف الى تحقيق هدوء في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات الامريكية ودعم حظوظ الرئيس الامريكي جورج بوش في ولاية ثانية. وقد أكد مسؤول عسكري أمريكي كبير ان قوات الاحتلال الأمريكي في العراق ستواصل الضربات الجوية والهجمات الارضية ضد معاقل المقاومة طوال الأشهر الثلاثة المقبلة لاستعادة السيطرة على هذه المدن واجراء الانتخابات المقررة في جانفي المقبل. وقال الجنرال ايرف ليسيل إن قوات الامن العراقية ستقوم بدور كبير في هذه العمليات. وزعم ليسيل المتحدث باسم الجيش الامريكي في العراق أنه من المرغوب فيه تحقيق أهداف سياسية دون استخدام القوة العسكرية لكن الحرب الجارية أثبتت الآن ضرورتها لإجلاء من أسماهم بالارهابيين من مدن مثل سامراء والفلوجة وبعقوبة ومدينة الصدر. وأضاف ليسيل «عندما ترفض الميليشيات نزع أسلحتها والدخول في العملية السياسية فليس من خيار أفضل من القوة العسكرية». وقارن ليسيل عملية سامراء بعملية النجف التي نفّذت في أوت الماضي وقال «اعتقد أننا سنحقق في سامراء نتيجة مماثلة لما حدث في النجف، فالعمليات العسكرية تساعد في تحقيق الاهداف السياسية المطلوبة». واعترف ليسيل بأن معاقل المقاومة الاخرى تمثل مشكلة في اشارة خاصة الى مدينة الفلوجة التي عجز الأمريكان عن اقتحامها. صمود الفلوجة وكشفت مصادر عراقية ان حكومة إياد علاوي قدّمت تقارير استخبارية الى الامريكيين أوقفت اجتياح الفلوجة في هذه المرحلة وانتقل جيش الاحتلال وعناصر الحرس الوطني العراقي ومجموعات من الميليشيات الكردية (البشمرقة) الى مدينة سامراء. وأكدت التقارير ان مدينة الفلوجة مليئة بعناصر المقاومة وبالسلاح المتطور الذي قد يوقع خسائر كبيرة في صفوف الامريكيين اذا ما أصروا على اقتحام المدينة. وأضافت التقارير ان المقاومين في الفلوجة يدركون طرق وأشكال الهدم الامريكي على المدينة بسبب كثرة الهجمات التي شنتها قوات الاحتلال الأمريكي على المدينة في فترات سابقة دون ان تتمكن من دخولها. وحذّر التقرير من ان تقدم البلدات المجاورة للفلوجة على قطع طرق امدادات الجيش الامريكي في حال اجتياحه المدينة وحينها ستقع القوات الأمريكية في مصيدة كبيرة. واستبدلت القوات الامريكية خطة اجتياح الفلوجة في هذه المرحلة بهجمات جوية مكثفة ومتلاحقة. وقد توجهت القوات الأمريكية مع جيش علاوي والميليشيات الكردية الى مدينة سامراء واستخدمت هذه القوات نفس الخطة التي كانت ستنفّذ في الفلوجة. وأشارت المصادر ذاتها الى ان المرحلة القادمة ستشهد مهاجمة مدن سنية أخرى مثل بعقوبة وان هناك مشاورات بين قوات الاحتلال وحكومة علاوي لعزل المدينة.